سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث : في قراءته- صلى الله عليه وسلم- الفاتحة ، ودعائه للميت وسلامه :

روى الإمام الشافعي والشيخان ، والنسائي ، والترمذي ، عن طلحة بن عبد الله بن عوف- رحمه الله تعالى- قال : صليت خلف ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- فقرأ بفاتحة الكتاب وجهر حتى أسمعنا ، فلما سلم سألته عن ذلك ، فقال : «إنها سنة وحق» .

وروى الترمذي- وقال : إسناده ليس بالقوي- ، والصحيح أنه موقوف وابن ماجه عنه ، «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ على جنازة بفاتحة الكتاب» .

وروى الشافعي ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كبر على الميت أربعا ، وقرأ بأم القرآن بعد التكبيرة الأولى» .

وروى الطبراني- برجال ثقات ، غير ناهض بن القاسم فيحرر حاله- عن أبي هريرة [ ص: 368 ] - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ على الجنازة أربع مرات بالحمد لله رب العالمين» .

وروى الطبراني- بسند ضعيف- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد تقدم فكبر على جنازة خالد بن عتيك ، أو قال : سهل بن عتيك وكان أول من صلى عليه في موضع الجنائز فتقدم فكبر عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقرأ بأم القرآن فجهر بها ، ثم كبر الثانية فصلى على نفسه ، وعلى المسلمين ، ثم كبر الثالثة ، فدعا للميت ، فقال : «اللهم اغفر له وارحمه ، وارفع درجته» ، ثم كبر الرابعة فدعا للمؤمنين والمؤمنات ثم سلم» .

وروى الإمام أحمد ، عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله تعالى عنه- أنه صلى على جنازة فكبر عليها أربعا ، ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين ، يدعو ثم قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصنع بالجنازة هكذا» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه عن واثلة بن الأسقع- رضي الله تعالى عنه- قال : صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علي رجل من المسلمين فسمعته يقول : «ألا إن فلانا بن فلان في ذمتك وحبل جوارك ، فقه فتنة القبر ، وعذاب النار ، وأنت أهل الوفاء والحق ، اللهم اغفر له ، وارحمه ، فإنك أنت الغفور الرحيم» .

وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، وصححه ، والنسائي ، عن إبراهيم الأشهلي- رحمه الله تعالى- عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى على جنازة قال : «اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا» .

وروى الإمام أحمد- برجال ثقات- عن أبي قتادة ، والإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنهما- قالا : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى على جنازة قال : «اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان» زاد أبو داود وابن ماجه «اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تضلنا بعده» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن ابن سماح ، وقيل : شماخ قال : شهدت مروان يسأل [ ص: 369 ] أبا هريرة كيف سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على الجنازة ؟ قال أبو هريرة : «اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت هديتها للإسلام ، وأنت قبضت روحها وأنت أعلم بسرها ، وعلانيتها ، جئنا شفعاء [فاغفر لها]» .

وروى مسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عوف بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال : «صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على جنازة فحفظت من دعائه ، اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا ، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله ، وزوجا خيرا من زوجه ، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار» .

وفي لفظ «وقه فتنة القبر ، وعذاب النار» حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت لدعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- له» .

وروى أبو يعلى بإسناد حسن ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في الصلاة على الميت : «اللهم اغفر له وصل عليه ، وأورده حوض رسولك» .

وروى أبو يعلى ، وأحمد بن حنبل ، والبيهقي- بسند صحيح- عن أبي قتادة- رضي الله تعالى عنه- «أنه شهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى على جنازة قال فسمعته يقول : «اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا» .

وحدث أبو سلمة بها ، وزاد فيهن «اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الايمان» .

وروى الطبراني- بسند حسن- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن [ ص: 370 ] رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى على الميت قال : «اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ولأنثانا وذكورنا من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم عفوك عفوك عفوك» .

وروى الطبراني ، عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال : «صلينا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على جنازة فسلم عن يمينه وعن شماله» .

وروى الطبراني برجال ثقات عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال : «خلال كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفعلهن فتركهن الناس . إحداهن تسليم الإمام في الجنازة مثل تسليمة الصلاة» . [ ص: 371 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية