سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث : في صلاته- صلى الله عليه وسلم- على الغائب .

روى الإمام أحمد ، والشيخان ، والنسائي ، عن جابر ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عمران بن حصين ، والإمام أحمد ، عن ابن عباس وابن ماجه ، عن مجمع بن جارية ، والإمام أحمد ، وابن ماجه عن حذيفة بن أسيد ، والإمام أحمد عن جرير ، وابن ماجه عن ابن عمر ، وأبو يعلى عن سعيد بن زيد والطبراني برجال ثقات عن أنس ، والطبراني عن أبي سعيد الخدري ، والطبراني عن وحشي بن حرب- رضي الله عنهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش» وفي رواية : «أخ لكم مات بغير بلادكم» قالوا : من هو يا رسول الله ؟

قال : «أصحمة النجاشي فهلم فصلوا عليه» فقمنا فصففنا صفين فصلى عليه كما يصلي على الميت ، وكبر أربعا ، وقال : «استغفروا لأخيكم»
. [ ص: 373 ]

وروى أبو يعلى ، من طريق محمد بن إبراهيم بن العلاء ، والطبراني من طريق محبوب بن هلال ، عن أنس ، والطبراني عن أبي أمامة من طريق نوح بن عمر ، والطبراني عن معاوية من طريق صدقة بن أبي سهل ، وبقية رجاله ثقات أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان غازيا بتبوك فأتاه جبريل- صلى الله عليه وسلم- فقال : «مات معاوية بن معاوية الليثي» وفي رواية : المزني : اشهد جنازته يا محمد ، فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونزل جبريل في سبعين ألف ملك من الملائكة ، فضرب بجناحه الأرض فلم تبق شجرة ، ولا أكمة إلا تصعصعت فرفع سريره فنظر إليه ، فصلى عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجبريل والملائكة فلما فرغ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «يا جبريل بم نال معاوية هذه المنزلة ؟ » قال : «قال بكثرة قراءته قل هو الله أحد وقراءته إياها قائما ، وقاعدا ، وراكبا ، وماشيا ، وعلى كل حال» .

تنبيهات

الأول : كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو الحسن الهيثمي- رحمه الله تعالى- في «مجمع الزوائد» في باب الصلاة على الغائب ، وفي ذكر هذا الحديث في هذا الباب نظر لما ذكر في غالب طرقه أنه- صلى الله عليه وسلم- شاهد سريره .

الثاني : في الكلام على حكم هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، وله طرق يقوي بعضها بعضا ذكرتها في ترجمة معاوية في الصحابة .

وقال في الفتح في باب الصفوف على الجنازة ، إنه خبر قوي بالنظر إلى مجموع طرقه .

وقال في اللسان في ترجمة نوح بن عمران : طرقه أقوى طرق الحديث . انتهى .

وأورد الحديث النووي في الأذكار في باب الذكر في الطريق .

الثالث : في الكلام على رجاله التي أعل بها محبوب بن هلال ، قال الحافظ ، لم أر لهذا الرجل ذكرا في تاريخ البخاري وذكره ابن أبي حاتم : وقال : سألت أبي عنه قال : ليس بالمشهور ، وذكره ابن حبان في الثقات .

ونوح بن عمر . قال ابن حبان يقال : إنه سرق هذا الحديث ، كذا في «الميزان» قال [ ص: 374 ] الحافظ لم يترجم ابن حبان نوحا هذا في الضعفاء ولا سماه ، وإنما قال في ترجمة العلاء بن محمد الثقفي ، بعد أن أورد هذا الحديث في ترجمته ، وسرقه شيخ من أهل الشام ، فرواه عن بقية عن محمد بن زياد ، عن أبي أمامة ، قال الحافظ : والظاهر أنه غير هذا ، لكن لا يحسن الجزم بهذا ، قال شيخه أبو الحسن الهيثمي في «مجمع الزوائد» بعد كلام ابن حبان السابق ، قلت : ليس هذا بضعف ، وبقية مدلس ليس فيه علة غير هذا . [ ص: 375 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية