سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثاني : في تركه- صلى الله عليه وسلم- الصلاة على أهل المعاصي .

روى الإمام أحمد ، ومسلم ، والنسائي ، والترمذي ، عن جابر بن سمرة- رضي الله تعالى عنه- : قال : «أتي النبي- صلى الله عليه وسلم- برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه» .

وروى الحارث من طريق بشر بن نمير- وهو ضعيف- عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : «قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة خيبر : «من كان مضعفا معنا فليرجع» ، وأمر مناديا [ ص: 376 ] فنادى بذلك ، فرجع ناس ، وفي القوم رجل على بكر صعب ، فمر من الليل على سواد فنفر به ، فصرعه فوقصه ، فلما جيء به إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «ما شأن صاحبكم ؟ » ، قالوا : من أمره كذا وكذا ، قال : «يا بلال : ما كنت أذنت في الناس : من كان مضعفا معنا فليرجع» ، قال : بلى فأبى أن يصلي عليه» ورواه الطبراني- بسند جيد- ورواه أيضا الإمام أحمد ، وسنده حسن عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- وفيه ثم «أمر مناديا ينادي في الناس ، إن الجنة لا تحل لعاص ثلاث مرات» .

وروى الإمام أحمد برجال الصحيح ، وهو فيه باختصار عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا أعتق عند موته ستة رجلة له وفي لفظ ستة مملوكين له وليس له مال غيرهم ، فجاء ورثته من الأعراب فأخبروا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بما صنع ، فقال : «أو فعل ذلك ؟ » ، وقال : «لو أعلمتنا إن شاء الله ما صلينا عليه» وفي لفظ «لقد هممت ألا أصلي عليه» .

وروى الإمام أحمد- برجال الصحيح- عن أبي قتادة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دعي إلى جنازة سأل عنها ، فإن أثنوا عليها خيرا قام فصلى عليها وإن أثني عليها غير ذلك ، قال لأهلها : «شأنكم بها» ، ولم يصل عليها» .

وروى الطبراني- برجال ثقات- عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : توفي رجل على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : انظروا داخلة إزاره «فأصيبت دينار أو ديناران» ، فقال لنا «صلوا على صاحبكم» .

التالي السابق


الخدمات العلمية