سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب التاسع في هديه- صلى الله عليه وسلم- في دفن الميت وما يلتحق بذلك

وفيه أنواع :

الأول : في جلوسه على شفير القبر ، وأمره باتساع القبر وتحسينه .

روى ابن ماجه ، عن هشام بن عامر قال : «قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «احفروا ، وأوسعوا ، وأحسنوا» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والدارقطني ، عن رجل من الأنصار ، - رضي الله تعالى عنهم أجمعين- قال : «خرجت في جنازة رجل من الأنصار مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام مع أبي فجلس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على حفيرة القبر فجعل يوصي الحافر ويقول : «أوسع من قبل الرأس ، وأوسع من قبل الرجلين ، لرب عذق له في الجنة» .

وروى البيهقي ، وابن ماجه ، والبغوي ، وابن منده- قال : غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه- ، وأبو نعيم ، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي ضعيف عن الأدرع السلمي- رضي الله تعالى عنه- قال : جئت ليلة أحرس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فإذا رجل قراءته عالية فخرج النبي- صلى الله عليه وسلم- فقلت يا رسول الله هذا مراء فقال : «هذا عبد الله ذو البجادين» ، فمات بالمدينة ، ففرغوا من جهازه فحملوا نعشه فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : «أرفقوا به رفق الله به إنه كان يحب الله ورسوله» وحفر حفرته فقال : «أوسعوا له أوسع الله عليه» فقال بعض أصحابه : يا رسول الله لقد حزنت عليه ، فقال : «أجل إنه كان يحب الله ورسوله» .

التالي السابق


الخدمات العلمية