سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الخامس : في هديه- صلى الله عليه وسلم- في إدخال الميت القبر ونزوله قبر بعض أصحابه ، ودفنه الميت ليلا ونهارا .

روى الإمام أحمد ، والبخاري ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «شهدنا بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تدفن ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- جالس على القبر ، فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : «لعل فيكم أحد لم يقارف الليلة ؟ » فقال أبو طلحة أنا قال «فانزل» فنزل في قبرها» .

روى ابن ماجه عن أبي رافع- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سل سعدا ورش على قبره ماء ؟ » .

وروى أبو داود ، والطبراني في الكبير ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأى الناس نارا في المقبرة فأتوها فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في القبر يقول : «ناولوني صاحبكم» ، وإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر» .

وروى عمر بن شبة عن عبد العزيز بن عمران ، والطبراني ، عن كثير بن عبد الله عن أبيه ، عن جده- رحمهما الله تعالى- قال : «لم يدخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في قبر أحد إلا خمسة منهم : عبد الله المزني ذو البجادين قلت ويأتي حديثه في غزوة تبوك» .

وروى الطبراني ، من طريق بسطام بن عبد الوهاب- فيحرر حاله- عن واثلة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا وضع الميت في قبره قال : «بسم الله ، وعلى سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» ووضع خلف قفاه مدرة ، وبين كتفيه مدرة وبين ركبتيه مدرة ومن ورائه [ ص: 379 ] أخرى» .

ورواه الطبراني برجال الثقات وعن عبد الله بن خراش مختلف فيه .

وروى أبو داود ، والترمذي ، وحسنه ، وابن حبان عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان إذا دخل الميت القبر» وفي لفظ وضع الميت في لحده ، قال : «بسم الله ، وبالله وعلى ملة رسول الله» وفي لفظ «سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» .

وروى ابن أبي شيبة ، من طريق عطاء بن السائب ، وبقية رجاله ثقات : دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبره فاحتبس ، فلما خرج قيل له يا رسول الله ما حبسك قال : «ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه» .

وروى الإمام أحمد عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : «لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله في القبر ، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ثم قال لا أدري أقال : بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أم لا ؟ فلما بنى عليها لحدها طفق يطرح إليهم الحبوب ويقول سدوا خلال اللبن ثم قال : «أما إن هذا ليس بشيء ولكنه يطيب نفس الحي» .

وروى ابن ماجه عن سعيد بن المسيب- رحمه الله تعالى- عن أبيه قال حضرت ابن عمر في جنازة فلما وضعها في اللحد قال : باسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلما أخذ في تسوية اللبن في اللحد قال : «اللهم أجرها من الشيطان ، ومن عذاب القبر ، اللهم جاف الأرض عن جنبيها وصعد روحها ، ولقها منك رضوانا ، فقلت له : أشيء سمعته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أم قلته برأيك ؟ قال : إني إذا لقادر على القول ، بل شيء سمعته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .

وروى الطبراني- برجال ثقات- عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج قال لي أبي : يا بني إذا أنا مت فاتخذ لي لحدا فإذا وضعتني في لحدي فقل : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم سن علي التراب سنا ، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني [ ص: 380 ] سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : ذلك .

وروى أبو داود عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- قال : «رأى ناس نارا في المقبرة فأتوها فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في القبر ، وإذا هو يقول : «ناولوني صاحبكم» وإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر» .

وروى الترمذي- وقال : حسن- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دخل قبرا ليلا فأسرج له سراج فأخذه من قبل القبلة ثم قال : «رحمك الله إن كنت لأواها تلاء للقرآن» ، وكبر عليه أربعا» .

وروى أبو يعلى- بسند ضعيف- عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه أوه أوه وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إنه أواه» ، قال : فخرجت ليلة ، فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدفن ذلك الرجل ليلا بمصباح» .

التالي السابق


الخدمات العلمية