سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
السابع : في وقوفه- صلى الله عليه وسلم- ودعائه بعد الدفن للميت ، وبكائه عند دفن بعض الصحابة وكراهته وطء القبور ، ووضعه للجريدة الخضراء على قبر ووعظه عند القبر .

روى أبو داود ، عن عثمان- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل» .

وروى ابن أبي شيبة ، والإمام أحمد ، وأبو يعلى من طريق أبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي ، وثقه الإمام أحمد ، وابن معين ، وقال أبو زرعة الرازي : لم يكن به بأس ، عن البراء- رضي الله عنه- قال : «بينما نحن مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أبصر جماعة ، فقال : «علام اجتمع هؤلاء ؟ » قيل على قبر يحفرونه قال ففزع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبدر بين يدي أصحابه مسرعا حتى انتهى إلى القبر فحثا عليه ، قال : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع ، فبكى حتى بل [ ص: 382 ] الثرى من دموعه ، ثم أقبل علينا فقال : «إخواني لمثل هذا فأعدوا» .

وروى أبو أحمد والحاكم في «الكنى» عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا تبع جنازة علاه كرب ، وأقل الكلام ، وأكثر حديث نفسه» .

وروى أبو يعلى- بسند صحيح- عن عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «لأن أجلس على جمرة تحرق ثوبي ثم تحرق جلدي ، أو أخصف نعلي بيدي ، أحب إلي من أن أطأ قبر رجل منكم ، وما أبالي وسط السوق قضيت حاجتي ، أو وسط القبور» ، ورواه ابن ماجه عن عمرو بن حزم .

وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عثمان- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه» .

وروى الإمام أحمد ، عن أبي بكرة ، والطبراني ، عن أبي أمامة ، والإمام أحمد برجال الصحيح ، عن أبي هريرة ، والطبراني ، وابن عمر ، والإمام أحمد عن يعلى بن سيابة .

وروى الشيخان عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : «كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقعدنا حوله ، ومعه مخصرة» .

وروى الشيخان ، عن البراء بن عازب- رضي الله تعالى عنه- قال : «خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى جنازة ، فجلس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على القبر ، وجلسنا حوله ، كأن على رءوسنا الطير» والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية