سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في إفطاره- صلى الله عليه وسلم- في رمضان في السفر وصومه فيه :

روى أبو يعلى ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «سافر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان فصام وأفطر» .

وروى أيضا عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم في السفر ويفطر .

وروى الترمذي عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- قال : «غزونا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان غزوتين : يوم بدر ، والفتح فأفطرنا فيهما» .

وروى الإمام الشافعي ، ومسلم ، وابن ماجه ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان ، فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس ، فقيل له : إن الناس قد شق عليهم الصيام ، وإنما ينظرون فيما فعلت ، فدعا بقدح من ماء فوضعه على يده وأمر من بين يديه أن يحبسوا فلما حبسوا ولحقه من وراءه رفع الإناء إلى فيه فشرب ، وذلك بعد العصر ، فقيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام ، فقال : «أولئك العصاة ، أولئك العصاة» .

وروى الإمام الشافعي ، والشيخان ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح في رمضان فصام ، حتى بلغ الكديد ، ثم أفطر فأفطر الناس معه ، وكانوا يأخذون بالأحداث من أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» .

وروى الأئمة : مالك ، والشافعي ، وأحمد عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن بعض أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر ، وقال : «تقووا لعدوكم» وصام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال أبو بكر الذي حدثني قال : رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «بالعرج» يصب الماء على رأسه من العطش أو من الحر ، ثم قيل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله إن [ ص: 427 ] طائفة من الناس قد صاموا حين صمت قال فلما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالكديد دعا بقدح فشرب فأفطر الناس .

وروى الشيخان ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عسفان ، ثم دعا بماء فرفعه إلى يده ليراه الناس» .

وفي رواية لمسلم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهارا ليراه الناس ، فأفطر حتى بلغ مكة ، وذلك في رمضان ، وكان ابن عباس يقول : «قد صام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأفطر ، فمن شاء صام ، ومن شاء أفطر» .

وروى أبو يعلى ، والإمام أحمد بسند صحيح ، وابن حبان ، عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مر على نهر من ماء السماء في يوم صائف والمشاة كثير ، والناس صيام ، والنبي- صلى الله عليه وسلم- على بغلة له ، فوقف عليه حتى إذا تتام الناس قال : «يا أيها الناس اشربوا» ، فجعلوا ينظرون ما يصنع ، قال : «إني لست مثلكم إني راكب وأنتم مشاة ، قال فجعلوا ينظرون فلما أبوا حول وركه» وفي رواية : فثنى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فخذه فنزل فشرب وشرب الناس ، وما أراد أن يشرب .

وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «سافرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء من ماء فشرب نهارا ليراه الناس ، وأفطر حتى قدم مكة ، وكان ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- يقول : «صام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في السفر ، وأفطر ، فمن شاء صام ، ومن شاء أفطر» .

وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- قال : خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان في حر شديد حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر ، وما فينا صائم إلا ما كان من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة .

وروى الإمام أحمد ، عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم في السفر ويفطر» . [ ص: 428 ]

وروى الدارقطني ، عن عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم في السفر ويفطر» .

وروى الدارقطني عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «وافق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رمضان في سفره ، فصام ، ووافق رمضان في سفره فأفطر» .

وروى الحاكم ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان إلى خيبر ، والناس مختلفون ، فصائم ، ومفطر ، فلما استوى على راحلته دعا بإناء من لبن ، أو من ماء فوضعه على راحلته ، أو راحته ، ثم نظر الناس فقال المفطرون للصوام : أفطروا ، وقال : قال عبد الرزاق عن معمر ، عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس ، «خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام الفتح ، قال الحافظ الضياء المقدسي في «الأحكام» : والصحيح : عام الفتح ، وقول من قال خيبر وهم من قائله . [ ص: 429 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية