سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الخامس : في صيامه- صلى الله عليه وسلم- عشر ذي الحجة ، والمراد بها : الأيام التسعة من أول ذي الحجة :

روى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- وسماها في رواية النسائي : حفصة ، قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة» .

وروى الإمام أحمد ، والنسائي ، عن حفصة- رضي الله تعالى عنه- قالت : «أربع لم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدعهن : صيام عاشوراء ، والعشر ، وثلاثة أيام من كل شهر وركعتين قبل الغداة» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صائما في العشر قط» .

وروى الطبراني ، من طريق إبراهيم بن إسحاق الصيني ، عن عمر- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا فاته شيء من رمضان قضاه في عشر ذي الحجة» .

وروى الشيخان ، عن أم الفضل بنت الحارث- رضي الله تعالى عنها- «أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة ، في صيام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال بعضهم هو صائم ، وقال بعضهم : ليس [ ص: 434 ] بصائم ، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه» .

وروى الشيخان ، عن ميمونة بنت الحارث- رضي الله تعالى عنها- زوج النبي- صلى الله عليه وسلم- أنها قالت : «إن الناس شكوا في صيام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة فأرسلت إليه ميمونة بحلاب اللبن ، وهو واقف في الموقف ، فشرب منه والناس ينظرون إليه» .

وروى ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «حججت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة ، ومع أبي بكر ، ومع عثمان ، فلم يصوموه ، وأنا لا أصومه ، ولا آمر به ، ولا أنهى عنه» .

التالي السابق


الخدمات العلمية