سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السابع في اعتكافه- صلى الله عليه وسلم- وشدة اجتهاده في العشر الأخير من رمضان وتحريه ليلة القدر

روى الطيالسي ، والحارث- بسند حسن- عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- اعتكف هو وخديجة شهرا فوافق ذلك رمضان . الحديث .

وروى الجماعة عنها ، قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأخير من رمضان أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجد وشد المئزر» .

وروى الإمام أحمد ، ومسلم عنها ، قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره» .

وروى الإمام أحمد عنها : قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخلط العشرين بصلاة ونوم ، فإذا كان العشر شمر وشد المئزر وشمر» .

وروى الإمام أحمد ، والشيخان عنها ، قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله» .

وروى الشيخان عنها ، قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان ، فإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي يعتكف فيه ، وأنه أراد مرة أن يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فأمر ببنائه فضرب ، فاستأذنته عائشة أن تعتكف فأذن لها ، فضربت فيه قبة ، فسمعت حفصة فضربت قبة ، وسمعت زينب فضربت قبة أخرى فلما انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من الغداة أبصر أربع قباب ، فقال : «ما هذا ؟ » فأخبر خبرهن ، فقال : «ما حملهن على هذا ؟ البر ؟ » وفي رواية : «البر أردن بهذا» وفي لفظ مرة واحدة ، «ما أنا بمعتكف انزعوها فلا أراها» فنزعت ، وأمر بخبائه فقوض ، فلم يعتكف حتى اعتكف في آخر العشر من شوال» ، وفي رواية : حتى اعتكف في العشر الأول من شوال ، وفي رواية : اعتكف عشرين من شوال .

وروى الإمام أحمد ، وأبو يعلى- بسند حسن- عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال :

«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوقظ أهله في العشر الأخير من رمضان ، ويرفع المئزر» . [ ص: 439 ]

وروى البخاري ، وأبو داود والنسائي ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان» .

وروى الطبراني ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأواخر ، طوى فراشه ، واعتزل النساء [وجعل عشاءه سحورا] .

وروى ابن ماجه ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اعتكف طرح له فراشه أو يوضع له سريره ، وراء أسطوانة التوبة» .

وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، وأبو داود ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما» .

وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، وقال : حسن صحيح غريب عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان ، فلم يعتكف عاما فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان فسافر سنة فلم يعتكف ، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين يوما» .

وروى الإمام مالك ، والجماعة ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أنها كانت ترجل النبي- صلى الله عليه وسلم- وهي حائض ، وهو معتكف في المسجد ، وهي في حجرتها يناولها رأسه ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان» ، زاد أبو داود وكان يمر بالمريض فيمر ولا يعرج يسأل عنه .

وروى الإمام أحمد ، عن أبي ليلى عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- اعتكف في قبة من خوص» . [ ص: 440 ]

وروى الطبراني من طريق النضر بن يزيد البهرتيري ، يحرر حاله عن معيقيب- رضي الله تعالى عنه- قال : «اعتكف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في قبة من خوص بابها من حصير ، والناس في المسجد» .

وروى الإمام مالك ، عن ابن شهاب- رحمه الله تعالى- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يذهب لحاجة الإنسان في البيوت وهو معتكف» .

وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن صفية- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- معتكفا فأتيته أزوره ليلا ، فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي يقلبني» .

وروى مسلم ، وابن ماجه ، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير ، قال : فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ، ثم أطلع رأسه فكلم الناس ، فدنوا منه فقال : «إني كنت أعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم اعتكفت العشر الأوسط ، ثم أتيت فقيل لي : إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف» ، فاعتكف الناس معه ، قال : «وإني أريتها ليلة وتر وإني أسجد في صبيحتها في طين وماء ، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين» . وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد ، فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر» .

وروى الإمامان : مالك ، وأحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال : «اعتكفنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- العشر الأوسط ، فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا ، فأتاه جبريل- صلى الله عليه وسلم- فقال : «إن الذي تطلب أمامك» فأتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «من اعتكف فليرجع إلى معتكفه ، فإني أريت هذه الليلة ، ورأيتني أسجد في ماء وطين» ، فلما رجع إلى معتكفه هاجت السماء من آخر ذلك اليوم ، وكان المسجد من عريش ، فلقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين» . [ ص: 441 ]

وروى الطبراني- بسند حسن- عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «اعتكف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أول سنة : العشر (الأول ثم اعتكف العشر ) الوسطى ثم العشر الأواخر وقال : «إني رأيت ليلة القدر فيها فأنسيتها» ، فلم يزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف فيهن حتى توفي» .

وروى أبو بكر أحمد بن عمر وأبو عاصم ، عن حذيفة- رضي الله تعالى عنه- قال : «قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة من رمضان في حجرة من جريد النخل ، فصب عليه دلوا من ماء» .

وروى أيضا عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كان رمضان ونام فإذا دخل العشر شمر المئزر ، واجتنب النساء ، واغتسل بين الأذانين وجعل العشاء سحورا . [ ص: 442 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية