سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر نزوله- صلى الله عليه وسلم- بذي الحليفة وبياته بها :

فسار- صلى الله عليه وسلم- حتى أتى ذا الحليفة ، وهو من وادي العقيق فنزل به ، قلت : تحت سمرة في موضع المسجد بذي الحليفة ، دون الروسة عن يمين الطريق كما في الصحيح ، عن عبد الله بن عمر ، ليجتمع إليه أصحابه ، كما ذكره محمد بن عمر الأسلمي والله تعالى أعلم .

وصلى بهم العصر ركعتين ، قلت : وأمر بالصلاة في ذلك الوادي ،

رواه الإمام أحمد ، والبخاري ، وأبو داود ، وابن ماجه ، والبيهقي ، عن ابن عباس ، قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول بوادي العقيق : «أتاني آت من ربي» ، ولفظ البيهقي : «جبريل» فقال : «صل في هذا الوادي المبارك» ، وقال : «عمرة في حجة ، فقد دخلت العمرة في الحج ، إلى يوم القيامة» والله تعالى أعلم .

ثم بات بذي الحليفة ، وصلى المغرب والعشاء ، والصبح والظهر فصلى بها خمس صلوات ، وكان نساؤه معه كلهن في الهوداج ، وكن تسعة وطاف عليهن تلك الليلة واغتسل ، قلت : وطيبته عائشة قبل طوافه عليهن تلك الليلة ، واغتسل . كما رواه مسلم- عن عائشة ، والبيهقي عنها ، قالت : طيبته بالطيب» والله تعالى أعلم .

وساق هديه مع نفسه ، قلت : كان معه- صلى الله عليه وسلم- قبل وصوله ، أنه- صلى الله عليه وسلم- دعا ببدنته ، [ ص: 452 ] وفي رواية : بناقته فأشعرها في صفحة سنامها من الشق الأيمن ثم سلت الدم عنها ، وقلدها نعلين ، قلت : وتولى إشعار بقية الهدي وتقليده غيره ، قال : كان- صلى الله عليه وسلم- معه هدي كثير .

قال ابن سعد : وكان على هديه ناجية بن جندب الأسلمي وكان جميع الهدي الذي ساقه من المدينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية