سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر لفظ تلبيته [- صلى الله عليه وسلم- ثم] :

لبى- صلى الله عليه وسلم- فقال : «لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك ، لا شريك لك» ، ورفع صوته بالتلبية حتى سمعها أصحابه ،

قلت : وروى البزار ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : كانت تلبية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «لبيك حجا حقا تعبدا ورقا» .

وروى الطبراني- بسند حسن- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقف بعرفات فلما قال : «لبيك اللهم لبيك» قال : «إنما الخير خير الآخرة»

وعند الإمام أحمد ، والنسائي ، والبيهقي عن أبي هريرة «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال في تلبيته : «لبيك إله الحق لبيك» .

وروى الطبراني ، عن خزيمة بن ثابت- رضي الله تعالى عنه- «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من تلبيته ، سأل الله عز وجل مغفرته ورضوانه واستعتقه من النار» .

وأمرهم بأمر الله- تعالى- بأن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج .

وأمره جبريل- عليه الصلاة والسلام- «أن يعلن بالتلبية» ،

وروى الإمام أحمد ، عن السائب بن خلاد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا [ ص: 459 ] أصواتهم بالتلبية» ، وقال : «يا محمد كن عجاجا ثجاجا» ، «رواه الطبراني وغيره» .

قلت : جاء جبريل وأهل الناس بهذا الذي يهلون به ، فلم يرد- صلى الله عليه وسلم- شيئا منه ، ولزم- صلى الله عليه وسلم- تلبيته» ، رواه مسلم ، وعند أبي داود ، والناس يزيدون «ذا المعارج» ونحوه من الكلام . والنبي- صلى الله عليه وسلم- يسمع ، فلا يقول لهم شيئا ، ثم إنه- صلى الله عليه وسلم- خيرهم عند الإحرام بين الأنساك الثلاثة . ثم ندبهم عند دنوهم من مكة إلى فسخ الحج ، والقران إلى العمرة ، لمن لم يكن معه هدي ، ثم حتم ذلك عليهم عند المروة ، ثم سأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يلبي تلبيته المذكورة ، والناس معه يزيدون فيها ، وينقصون ، وهو يقرهم ، ولا ينكر عليهم ، ولزم تلبيته .

التالي السابق


الخدمات العلمية