سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث : في ترجيعه- صلى الله عليه وسلم- في قراءته وتركه ذلك أحيانا :

روى الشيخان عن معاوية بن قرة قال : «سمعت عبد الله بن مغفل المزني- رضي الله تعالى عنه- يقول : «قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته ، فرجع في قراءته قال معاوية : لولا أني أخاف أن يجتمع علي الناس لحكيت لكم قراءته» ، وفي لفظ «لو شئت أن أحكي لكم قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته أو جمله وهو يسير به ، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع فيها ، وفي لفظ ثم قرأ معاوية قراءة ابن مغفل وقال : لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل على النبي- صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح ، وهو [ ص: 501 ] على ناقته ، أو على حمار ، وهو يسير وهو يقرأ سورة الفتح ثم رجع ، فقال ابن أبي إياس : لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا قرأت ذلك اللحن وقال : هاه : ومده .

ورواه ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والترمذي في «الشمائل» والنسائي ، والبيهقي ، عن عبد الله بن مغفل قال : قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام الفتح في مسيره سورة على راحلته فرجع فيها» .

وروى أبو الحسن بن الضحاك وقال : في سنده عمرو بن موسى وهو متروك ، عن أبي بكرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كانت قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المد ليس فيه ترجيع» .

وروى أيضا عن قتادة- رضي الله تعالى عنه- قال : «لم يبعث الله تعالى نبيا إلا حسن الوجه ، حسن الصوت ، وكان نبيكم- صلى الله عليه وسلم- أحسنهم وجها ، وأحسنهم صوتا ، وكان من قبله يرجعون ولا يمدون ، وكان هو يمد ولا يرجع» ، رواه ابن سعد بلفظ : «كان لا يمد كل المد» .

التالي السابق


الخدمات العلمية