سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في أذكاره ودعواته المطلقة- صلى الله عليه وسلم- :

روى الشيخان ، عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدعو هذا الدعاء : «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي ، وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير» .

ورواه الإمام أحمد بسند حسن ، والطيالسي- بسند صحيح- بلفظ : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت .

وروى أيضا عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب» .

وروى أبو يعلى عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يدعو فيقول : «اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد ، اللهم طهر قلبي من الخطايا كما طهرت الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بيني وبين ذنوبي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع ، وعلم لا ينفع ، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع . اللهم إني أسألك عيشة نقية ، وميتة سوية ، ومردا غير مخز ولا فاضح» .

ورواه مسلم والترمذي والنسائي مختصرا وباعد بيني وبين ذنوبي إلى آخره .

ورواه الطبراني عن سمرة بن جندب- رضي الله تعالى عنه- بلفظ : «اللهم باعد بيني وبين ذنوبي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، ونقني من خطيئتي كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس» . [ ص: 523 ]

وروى الترمذي ، وابن ماجه عنه : «اللهم إني أسألك الهدى ، والتقى ، والعفاف ، والغنى» .

وروى مسلم ، والنسائي ، عن ابن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك» .

وروى مسلم ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- : «اللهم أصلح لي في ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، واجعل الحياة لي زيادة في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر» .

وروى ابن حبان ، والحاكم عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما : «رب أعني ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ، وأمكن لي ، ولا تمكن علي» وفي لفظ «امكر لي ولا تمكر علي ، واهدني ويسر لي الهدى ، وانصرني على من بغى علي . رب اجعلني لك شكارا ذكارا لك ، راهبا لك ، مطواعا لك ، مخبتا إليك أواها منيبا ، رب تقبل توبتي وأجب دعوتي واغسل حوبتي ، وثبت حجتي وسدد لساني ، (واهد قلبي ) ، واسلل سخيمة قلبي» .

وروى ابن ماجه وأبو داود : «اللهم اغفر لنا وارحمنا ، وارض عنا ، وتقبل منا ، وأدخلنا الجنة ، ونجنا من النار ، وأصلح لنا شأننا كله» .

وروى الترمذي ، والنسائي ، والحاكم : «اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارض عنا» .

وروى الترمذي- وقال : حسن عن أم سلمة وابن ماجه ، عن أنس- والحاكم عن جابر : «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» .

وروى الترمذي- وقال : حسن غريب- والحاكم : «اللهم متعني بسمعي وبصري ، واجعلهما الوارث مني . وانصرني على من ظلمني ، وخذ منه ثأري» .

وروى الترمذي- وقال : حسن غريب- : «اللهم ارزقني حبك ، وحب من يحبك ، وحب [ ص: 524 ] من ينفعني حبه عندك ، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب ، اللهم وما زويت عني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب» .

وروى الحاكم ، والنسائي ، عن أنس : «اللهم انفعني بما علمتني ، وعلمني ما ينفعني ، وارزقني علما تنفعني به» .

وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- نحوه ، وفيه «وزدني علما ، الحمد لله على كل حال ، وأعوذ بالله من حال أهل النار» . انتهى .

وروى النسائي وابن ماجه ، والحاكم ، عن عمار بن ياسر- رضي الله تعالى عنهما- : اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ، اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيما لا ينفذ ، وقرة عين لا تنقطع . وأسألك الرضى بالقضاء ، وبرد العيش بعد الموت ، ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ، وأعوذ بك من ضراء مضرة ، وفتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين» .

وروى ابن حبان ، والحاكم ، عن بسر- بضم أوله وسكون المهملة : ابن أبي أرطاة- رضي الله تعالى عنه- : «اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة» ، زاد الطبراني : «ومن كان ذلك دعاءه مات قبل أن يصيبه البلاء» .

وروى الحاكم ، عن ابن مسعود وابن حبان ، عن عمر- رضي الله تعالى عنه- : «اللهم احفظني بالإسلام قائما ، واحفظني بالإسلام قاعدا ، واحفظني بالإسلام راقدا ، لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا ، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك وفي لفظ : «أنت آخذ بناصيته» .

وروى الحاكم عن ابن مسعود : «اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، [والسلامة من كل إثم ، والغنيمة من كل بر] ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار» . [ ص: 525 ]

وروى الطبراني في «الدعاء» عن أنس : وزاد : «اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ألا قضيتها برحمتك ، وأنت أرحم الراحمين» انتهى .

وروى الحاكم ، عن ابن عمر : «اللهم قنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلف على كل غائب لي بخير» .

وروى الحاكم عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- «اللهم إنا نسألك خير المسألة ، وخير الدعاء ، وخير النجاح ، وخير العمل ، وخير الثواب ، وخير الحياة وخير الممات ، وثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني ، وارفع درجتي ، وتقبل صلاتي ، واغفر خطيئتي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة : اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه ، وأوله وآخره ، وظاهره وباطنه ، والدرجات العلى من الجنة آمين .

اللهم إني أسألك خير ما آتي وخير ما أفعل ، وخير ما أعمل ، وخير ما بطن ، وخير ما ظهر ، والدرجات العلى من الجنة آمين .

اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري ، وتضع وزري ، وتصلح أمري ، وتطهر قلبي ، وتحصن فرجي وتنور لي قلبي ، وتغفر لي ذنبي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين .

اللهم إني أسألك أن تبارك لي في نفسي وفي سمعي ، وفي بصري ، وفي وجهي ، وفي خلقي وفي خلقي ، وفي أهلي ، وفي محياي ، وفي مماتي ، وفي عملي وتقبل حسناتي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين»
- .

وروى الترمذي- وحسنه- وأبو الحسن بن عرفة ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- والطبراني عنها- «اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني ، وانقطاع عمري» .

أبو الحسن بن الضحاك كان يكثر هذا الدعاء فذكره .

وروى ابن حبان ، عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قريش- رضي الله تعالى عنهما- : «اللهم اغفر لي ذنبي وخطئي وعمدي ، اللهم إني أستهديك لأرشد أمري ، وأعوذ بك من شر نفسي» . [ ص: 526 ]

وروى البزار وابن الضحاك : «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، ولا تنزع مني صالح ما أعطيتني» .

وروى ابن الضحاك ، والإمام أحمد- برجال ثقات- غير أبي سعيد الحمصي ، وفي رواية . المدني- فيحرر حاله- «اللهم اجعلني أعظم شكرك ، وأكثر ذكرك ، وأتبع نصيحتك ، وأحفظ وصيتك . اللهم أقلني عثرتي ، واستر عورتي ، واكفني ما أهمني ، وأعني على من ظلمني ، وأرني ثأري .

اللهم إنك لست بإله استحدثناه ، ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك إله نلجأ إليه ونذرك ، ولا أعانك على خلقنا أحد ، فنشك فيك»
، وفي لفظ «نشركه فيك ، تباركت وتعاليت إنك أنت التواب الرحيم» .

وروى أيضا : «اللهم أنت فالق الإصباح ، وجاعل الليل سكنا ، والشمس والقمر حسبانا ، اقض عنا الدين ، وأغنني من الفقر ، ومتعني بسمعي وبصري ، وقوتي في سبيلك» .

وروى أيضا : «اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ، اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وإذا أردت في الناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون» .

وروى ابن عدي ، وابن الضحاك عن عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما- : «اللهم إني أدعوك دعاء من تقطعت دنياه وأردفته آخرته» .

وروى البزار- بسند حسن- عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «اللهم إني أسألك الطيبات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تتوب علي ، وإن أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون» .

وروى ابن عدي ، وابن الضحاك ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- «اللهم واقية كواقية الوليد» . قال أبو يعلى ، يعني «المولود» .

وروى الخطيب ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- «اللهم إني أدفع بك ما لا أطيق ، وبك أستعين على ما أريد ، يا ذا الجلال والإكرام» . [ ص: 527 ]

وروى ابن الضحاك ، عن عبد الله بن وهب ، عن محمد بن عمر : «اللهم حبب إلي لقاءك ، كما حببت إلي عطاءك ، وأعوذ بك من حب الرجعة إلي عند حضور الوفاة» .

وروى- أيضا- عن أبي عمرو الأوزاعي ، قال : «بلغني أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي ، وخذ إلى الخير بناصيتي ، واجعل الإسلام منتهى رضائي ، اللهم إني ضعيف فقوني ، وإني ذليل فأعزني ، وإني فقير فأغنني ، اللهم بلغني من رحمتك ما أرجو من رحمتك ، واجعل لي ودا عند الذين آمنوا وعهدا عندك» .

وروى البزار ، والطبراني ، بلفظ الصحة بدل العصمة ، ورجاله ثقات ، غير عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، وهو ضعيف في حفظه ، ورواه ابن أبي عمر ، عن عبد الله بن عمرو «اللهم إني أسألك العصمة والعفة والأمانة ، وحسن الخلق والرضا بالقدر» ، ورواه أبو الحسن بن الضحاك ، بلفظ : «إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يكثر الدعاء بأن يقول : فذكره» .

وروى ابن الضحاك ، عن أبي الحسن الشيباني منقطعا : «اللهم إني أسألك العافية لي ، ولأهل بيتي» .

وروى أيضا عن شيخ من كنانة صحابي : «اللهم لا تخزني يوم القيامة ، ولا تخزني يوم البأس» .

وروى أيضا «اللهم لا تسلط علي عدوا أبدا ، ولا تشمت بي عدوا أبدا ، ولا تنزع مني صالحا اكتسبته أبدا ، وإذا أردت فتنة قوم ، فتوفني إليك غير مفتون ، وأرني الحق حقا أتبعه ، وأرني المنكر منكرا أجتنبه ، ولا تجعل شيئا من ذلك علي اشتباها فأتبع هواي بغير هدى منك ، وأتبع هواي محبتك ورضا نفسك ، واهدني لما اختلف فيه من الحب بإذنك» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو يعلى ، ورجالهما ثقات ولفظ أحمد- فأحسن- ، ورواه أحمد برجال الصحيح ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- وابن الضحاك ، عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنها- «اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي» . [ ص: 528 ]

وروى أبو الحسن بن الضحاك ، [والبزار- برجال ثقات- عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «اللهم أعني على ذكرك وشكرك ، وحسن عبادتك ، اللهم إني أعوذ بك أن يغلبني دين أو عدو ، وأعوذ بك من غلبة الرجال .

وروى أبو الحسن بن الضحاك ، عن أبي هلال ، مرسلا ، : «اللهم لا تمتني غما ، ولا غرقا ، ولا هدما ، ولا حرقا ، ولا يسقط علي شيء ، ولا أسقط على شيء ولا موليا ولا يتخبطني الشيطان» .

وروى- أيضا- عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول يوم الخروج إلى العيد : «اللهم بحق السائلين عليك ، وبحق مخرجي هذا لم أخرج أشرا ولا بطرا ، ولا رياء ، خرجت اتقاء سخطك ، وابتغاء مرضاتك ، فعافني اللهم بعافيتك من النار» .

وروى ابن عدي ، عن واثلة- رضي الله تعالى عنه- قال : لقينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم عيد فقلنا : «تقبل الله منا ومنك ، قال : «نعم تقبل الله منا ومنك» .

وروى الإمام أحمد ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر قال : «لا إله إلا الله الحكيم العظيم ، لا إله إلا الله رب العرش الكريم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ، ورب العرش الكريم ثم يدعو» .

وروى أبو الحسن بن الضحاك ، عن محمد بن عبد الله قال : «كان دعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند الكرب : «يا حي ، يا قيوم ، برحمتك أستغيث» .

«الله ، الله ، الله ، لا شريك لك شيئا يا صريخ المكروبين ، ويا مجيب المضطرين ، ويا كاشف كرب المؤمنين ، ويا أرحم الراحمين ، اكشف كربي وغمي فإنه لا يكشفه إلا أنت . تعلم حالي وحاجتي»
.

وروى ابن أبي شيبة- بسند صحيح- عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول «لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وغلب الأحزاب وحده ، ولا شيء بعده» . [ ص: 529 ]

وروى مسلم ، والنسائي ، وابن الضحاك ، عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يدعو : «اللهم» وفي لفظ : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

وروى ابن أبي شيبة ، عن شهر بن حوشب ، قال : «قلت : لأم سلمة : يا أم المؤمنين : ما كان أكثر دعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كان عندك ؟ قالت : كان أكثر دعائه : «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» . رواه عبد بن حميد بسند جيد .

وروى أبو الحسن بن الضحاك ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول : «اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ، ومن شر ما لم أعمل» .

وروى أيضا عن علي- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يكثر أن يقول : «اللهم سلمني وسلم مني» .

وروى الطبراني- بسند ضعيف- والبزار بعض آخره من قوله : «أمتعني بسمعي» بنحوه وسنده جيد ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يكثر أن يدعو بهذا الدعاء : «اللهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك أبدا حتى ألقاك ، وأسعدني بتقواك ، ولا تشقني بمعصيتك ، وخر لي في قضائك ، وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، واجعل غنائي في نفسي ، وأمتعني بسمعي وبصري ، واجعلهما الوارث مني ، وانصرني على من ظلمني ، وأرني فيه ثأري ، وأقر بذلك عيني» .

وروى البزار- بسند حسن- جيد عن جابر منه : «اللهم متعني بسمعي» إلى آخره .

وروى الإمام أحمد ، والبزار ، والطبراني ، برجال ثقات ، عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنهما- كان عامة دعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «اللهم اغفر لي ما أخطأت وما تعمدت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، وما جهلت وما تعمدت» .

وروى الإمام أحمد ، والطبراني ، وأبو يعلى- بسند حسن- عن عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يدعو : «اللهم اغفر لنا ذنوبنا وظلمنا [ ص: 530 ] وهزلنا وجدنا وعمدنا ، وكل ذلك عندنا» .

وروى ابن حبان ، وزاد : «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ، وغلبة العيال ، وشماتة الأعداء» .

وروى البزار ، والطبراني ، وسنده جيد- وأبو الحسن بن الضحاك عنه : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «اللهم إني أسألك عيشة تقية ، وميتة سوية ، ومردا غير مخز ولا فاضح» .

وروى أبو يعلى- بسند جيد- عن رجل من الصحابة- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «اللهم اغفر لنا وارحمنا» .

وروى الإمام أحمد ، والحارث «عن أبي الأحوص وزيد بن علي ، عن وفد عبد القيس أنهم سمعوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول «اللهم اجعلنا من عبادك المخبتين الغر المحجلين الوفد المتقبلين» ، فقالوا يا رسول الله ، ما عباده المخبتون ؟ قال : «عباد الله الصالحون» قالوا : فما الغر المحجلون ؟ قال : «الذين تبيض منهم مواضع الطهور» ، قالوا : فما الوفد المتقبلون ؟ قال : «وفد يفدون مع نبيهم إلى ربهم- تبارك وتعالى- يوم القيامة» .

وروى الطبراني- برجال ثقات- عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاء الكلمات : «اللهم أنت الأول فلا شيء قبلك ، وأنت الآخر فلا شيء بعدك ، اللهم إني أعوذ بك من كل دابة ناصيتها بيدك ، وأعوذ بك من الإثم والكسل ، ومن عذاب النار ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة الغنى ومن فتنة الفقر ، وأعوذ بك من المأثم والمغرم» .

«اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس» .

«اللهم باعد بيني وبين خطيئتي كما باعدت بين المشرق والمغرب» ، هذا ما سأل محمد ربه .

«اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء ، وخير النجاح ، وخير العمل ، وخير الثواب ، وخير الحياة ، وخير الممات ، وثبتني وثقل موازيني وأحق إيماني ، وارفع درجتي ، وتقبل صلاتي ، واغفر خطيئتي ، وأسألك الدرجات العلا من الجنة» آمين .

اللهم إني أسألك فواتح الخير ، وخواتمه ، وجوامعه ، وأوله ، وآخره ، وظاهره ، وباطنه والدرجات العلا من الجنة آمين . [ ص: 531 ]

اللهم إني أسألك خلاصا من النار سالما ، وأدخلني الجنة آمنا ، اللهم إني أسألك أن تبارك لي في نفسي ، وفي سمعي ، وفي بصري ، وفي روحي ، وفي خلقي ، وفي خليقتي ، وأهلي ، ومحياي ، وفي مماتي» .

«اللهم تقبل حسناتي ، وأسألك الدرجات العلا من الجنة آمين» .


وروى الإمام أحمد- برجال الصحيح- عن عجوز من بني نمر أنها سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «اللهم اغفر لي ذنبي ، خطئي وجهلي» .

وروى الإمام أحمد ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن لؤلؤة عن أبي صرمة ، والطبراني ، - برجال ثقات- عن أبي صرمة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي» رواه مسدد برجال ثقات ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عمه ، ورواه عنه أحمد بن منيع إلا أنه قال : عن محمد بن يحيى أن عمه أبا صرمة كان يحدث فذكره .

وروى الطبراني ، عن علي- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يدعو يقول : «اللهم متعني بسمعي ، وبصري ، واجعلهما الوارث مني ، وعافني في ديني ، واحشرني على ما أحييتني وانصرني على من ظلمني ، حتى تريني منه ثأري ، اللهم إني أسلمت ديني إليك ، وخليت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت برسولك الذي أرسلت ، وكتابك الذي أنزلت» .

وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد ، والطبراني- برجال الصحيح- عن عثمان بن أبي العاصي وامرأة من قيس- رضي الله تعالى عنهما- أنهما سمعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال أحدهما يقول : «اللهم اغفر لي ذنبي خطئي وعمدي» ، وقال الآخر سمعته يقول : «إني أستهديك لأرشد أمري ، وأعوذ بك من شر نفسي» .

وروى أبو يعلى ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه : «يا ولي الإسلام وأهله ثبتني به حتى ألقاك به» .

وروى أبو يعلى- بسند حسن- عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول [ ص: 532 ] الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «اللهم أقبل بقلبي إلى دينك ، واحفظ من وراءنا برحمتك» .

وروى- أيضا- عن عون بن عبد الله قال : لقيت شيخا بالشام ، فقلت : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه : «اللهم اغفر لنا وارحمنا» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو يعلى- بسند حسن- عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول بهؤلاء الكلمات «اللهم اغفر وارحم ، واهدني السبيل الأقوم» .

وروى الطبراني ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاء الكلمات : «اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ، حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتب لي ، ورضا من المعيشة بما قسمت لي» .

وروى البزار- برجال ثقات- عن الزبير- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «اللهم بارك لي في ديني الذي هو عصمة أمري ، وفي آخرتي التي إليها مصيري وفي دنياي التي فيها بلاغي ، واجعل حياتي زيادة في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر» .

وروى أيضا أبو الحسن بن الضحاك . عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «اللهم اجعلني شكورا ، واجعلني صبورا واجعلني في عيني صغيرا ، وفي عين الناس كبيرا» .

وروى الطبراني ، عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- قال : إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «اللهم أحيني مسكينا ، واحشرني في زمرة المساكين» .

وروى أبو بكر بن خيثمة ، عن أبي طارق بن الأشيم ، قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وارزقني» ثم يقول : «هؤلاء جمعن خير الدنيا والآخرة» .

تنبيه- في بيان غريب ما سبق :

الثلج والبرد : تقدما في شق صدره الشريف- صلى الله عليه وسلم- [ ص: 533 ] الدنس- بدال مهملة ، فنون مفتوحتين ، فسين مهملة : الوسخ .

الراهب- براء مفتوحة ، فألف ، فهاء ، فموحدة : الكثير الخوف .

الأواه- بهمزة مفتوحة ، فواو مشددة ، فألف فهاء : المتأوه المتضرع ، وقيل : الكثير البكاء ، وقيل : الكثير الدعاء .

المنيب- بميم مضمومة فنون مكسورة ، فمثناة تحتية ، فموحدة : بمعنى التائب .

الحوبة- بمهملة مفتوحة ، فواو ساكنة ، فموحدة فمثناة : الإثم .

سخيمة القلب- بسين مهملة مفتوحة ، فخاء معجمة مكسورة ، فتحتية ساكنة ، فميم ، فتاء تأنيث : الحقد في النفس .

الثأر : الدم والطلب به .

زويت عني- بزاي ، فواو مفتوحتين ، فتحتية ساكنة .

الخشية- بخاء معجمة مفتوحة ، فشين معجمة ساكنة .

الغيب- بغين معجمة مفتوحة ، فمثناة تحتية ، فموحدة : كل ما غاب عنك .

الشهادة : الحضور والخبر القاطع .

كلمة الإخلاص- بهمزة مكسورة ، فخاء معجمة ساكنة ، فلام فألف ، فصاد مهملة ، لأنها خالصة في صفة الله خاصة .

لا تشمت . . . .

لا تنفد- بمثناة فوقية مفتوحة ، فنون ساكنة ، ففاء فدال مهملة : لا يذهب .

بر العيش . . . . .

الموجبات . بميم مضمومة . . . .

العزائم- بعين مهملة ، فزاي ، فألف ، فهمز ، فميم ، جمع عزيمة وهو ما أكد وصمم .

النجاح- بنون ، فجيم ، فألف ، فحاء مهملة الظفر .

الوزر- بواو مكسورة ، فزاي ساكنة فراء : أكثر ما يطلق في الحديث على الذنب والإثم .

والعثرة : الروعة .

العورة- بعين مفتوحة ، فواو ساكنة ، فراء .

الرياء ، الخيانة تقدم تفسيرها .

الواقية- بواو مفتوحة ، فألف ، فقاف ، فتحتية ، فتاء تأنيث .

الود- بواو مضمومة ، فدال مهملة : الحب . [ ص: 534 ]

القدر- بقاف ، فدال مهملة مفتوحتين ، فراء .

الهوى- بهاء فواو فألف : الحب .

الخزي- بخاء معجمة مكسورة ، فزاي ساكنة . . . .

الخلق- بخاء معجمة مفتوحة ، فلام ساكنة . . . .

الخلق- بخاء مضمومة ، ولام مضمومة : الأوصاف ، والمعاني حسنة ، أو قبيحة .

أشر- بهمزة مفتوحة ، فشين معجمة ، فراء مفتوحات : البطر ، وقيل أشده .

بطر- بموحدة ، فطاء مهملة ، فراء : أن يجعل ما جعله الله حقا من توحيده ، وعبادته باطلا ، وقيل : هو أن يتجبر عند الحق فلا يراه حقا .

السخط- بسين مهملة مضمومة ، فخاء معجمة ساكنة ، فطاء مهملات .

المرجفات العرش- بعين مهملة مفتوحة ، فراء ساكنة ، فشين معجمة مفتوحة ، فميم احتباس النفس .

السعادة . التقوى- بفوقية مفتوحة ، فقاف ساكنة .

الشقاوة- بشين معجمة ، فقاف ، فألف . . . .

الهزل- بهاء مفتوحة ، فزاي ساكنة . . . .

الجد- وهو بجيم مفتوحة فدال مهملة : الحظ والسعة .

العيشة النقية- بنون مفتوحة فقاف مكسورة فتحتية .

خبث الميتة- بميم مكسورة ، فتحتية ساكنة . ففوقيتين : حالة الموت .

السوية- بسين مهملة مفتوحة ، فواو مكسورة ، فتحتية : متوسطة .

المخزي- بميم مفتوحة ، فخاء معجمة ساكنة ، فزاي . . . .

الفاضح- بفاء ، فألف ، فضاد معجمة ، فحاء مهملة .

فوضت أمري- بفاء ، فواو مفتوحتين ، فضاد معجمة . . . .

ألجأت ظهري- بهمزة مفتوحة ، فلام ساكنة ، فجيم ، فهمزة ، فتاء : أسندت .

الملجأ : ما يستند إليه .

المنجا- بميم مفتوحة ، فنون ساكنة ، فجيم ، فألف .

العصمة- بعين مهملة فصاد مهملة فميم : المنعة .

البلاغ- بموحدة مفتوحة ، فألف ، فلام ، فغين معجمة . . . .

التالي السابق


الخدمات العلمية