سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثاني : فيما ضحى به صلى الله عليه وسلم وما استحبه في صفاتها

روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ، هذا ضحى عني وعمن لم يضح من أمتي ، فرأيته واضعا قدمه على صفاحها يسمي ويكبر فذبحهما بيده .

وروى الإمام والبيهقي عن أنس -رضي الله عنه- قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين .

وروى الأربعة وصححه الترمذي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبش أقرن فجعل ينظر في سواد ، ويأكل في سواد ، ويمشي في سواد .

وروى الإمام أحمد عن أبي الدرداء -رضي الله تعالى عنه- قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أجدعين موجوءين .

[ ص: 88 ] وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد وأبو يعلى عنه قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كبشان أملحان أجدعان فضحى بهما .

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دم عفراء أحب إلى الله تعالى من دم سوداوين .

وروى الطبراني بسند جيد عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألف بين نسائه في بقرة في الأضحى .

وروى البيهقي من طريق عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالمدينة بالجزور أحيانا وبالكبش إذا لم يجد جزورا .

وروى الطبراني عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ، أحدهما عنه وعن أهل بيته والآخر عنه وعن من لم يضح من أمته .

وروى عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين أملحين يضع رجله على صفاحهما ، إذا أراد أن يذبح ، ويقول : «اللهم منك ولك ، اللهم تقبل من محمد ، وأمته» .

الثالث : فيما كرهه صلى الله عليه وسلم من صفاتها

وروى عن البراء -رضي الله تعالى عنه- قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصابعي أقصر من أصابعه ، وأناملي أقصر من أنامله ، فقال : «أربع لا تجوز في الأضاحي : العوراء بين عورها ، والمريضة بين مرضها ، والعرجاء بين ظلعها ، والكسير التي لا تنقي» . قال : فإني أكره أن يكون في السن نقص ، قال : ما كرهت فدعه ولا تحرمه على أحد .

[ ص: 89 ] الرابع : في أي مكان كان صلى الله عليه وسلم يذبح أضحيته ، وبيانه لوقتها

روى البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذبح أضحيته ويبين وقتها . ولفظ البخاري : كان يذبح وينحر بالمصلى .

وروى الإمام أحمد والترمذي والدارقطني عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأضحية بالمصلى ، فلما قضى خطبته نزل عن منبره فأتي بكبش ، فذبحه بيده ، وقال «بسم الله ، والله أكبر ، هذا عني وعمن لم يضح من أمتي» .

وروى ابن ماجه عن سعد القرظي -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح أضحيته عند الزقاق طريق بني زريق بيده بشفرة .

الخامس : في أكله صلى الله عليه وسلم من الأضحية بعد ثلاث ، وترخيصه في ذلك

روى الشيخان والنسائي عن عياش بن ربيعة قال : قلت لعائشة -رضي الله عنها- أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تؤكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث ؟ قالت : ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه ، فأراد أن يطعم الغني والفقير ، وإن كنا لنرفع الكراع فنأكل بعد خمسة عشرة ليلة ، قلت : وما اضطركم إليه ؟ فضحكت وقالت : ما شبع آل محمد من خبز ما دون ثلاثة أيام حتى لحق بالله عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية