سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السابع في سيرته -صلى الله عليه وسلم- في العقيقة

وفيه أنواع :

الأول : كراهيته صلى الله عليه وسلم اسم العقيقة إن صح الخبر

روى الإمامان مالك وأحمد عن زيد بن أسلم -رحمه الله تعالى- عن رجل من بني ضمرة عن أبيه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة ، فقال : لا أحب العقوق وكأنه كره الاسم ، وقال : من ولد له مولود وأحب أن ينسك عنه فليفعل .

الثاني : في عقه صلى الله عليه وسلم عن نفسه

روى أبو يعلى والترمذي والبزار والطبراني برجال الصحيح خلا الهيثم بن جميل ، وهو ثقة ، وشيخ الطبراني أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ، فيحرر رجاله ، عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعدما بعث نبيا .

الثالث : في عقه صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين ومحسن رضي الله تعالى عنهم :

روى أبو يعلى والطبراني برجال الصحيح عن أنس ، عن علي وعن بريدة ، وأبو يعلى والطبراني عن جابر ، وأبو يعلى برجال الصحيح خلا شيخه إسحاق ، وابن أبي شيبة وأبو يعلى والإمام أحمد بإسناد حسن عن جابر ، والطبراني بسند جيد من طريق آخر عنه ، وأبو داود وابن أبي شيبة ، والإمام أحمد وأبو يعلى والنسائي في الكبرى عن بريدة بن الحصيب ، وأبو يعلى والبزار بسند صحيح عن أنس بن مالك ، والنسائي عن ابن عباس ، والحاكم عن ابن عمر ، وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عائشة ، وابن أبي شيبة وأحمد عن ابن رافع -رضي الله عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين ، قالت عائشة وابن عباس : بكبشين مثليين متكافئين ، زادت عائشة ، كما عند ابن أبي شيبة : يوم السابع ، وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى ، وقال : اذبحوا على اسمه ، وقولوا : بسم الله والله أكبر ، اللهم منك ولك ، هذه عقيقة فلان ، وكانوا في الجاهلية تؤخذ قطنة ، فتجعل في دم العقيقة ثم توضع على رأسه ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل مكان الدم خلوقا .

قال أبو رافع : لما ولدت فاطمة حسنا قالت : لا أعق عن ابني بدم ، قال : لا ، لكن احلقي رأسه ، ثم تصدقي بوزنه من وزن في سبيل الله .

[ ص: 94 ] زاد الطبراني عن جابر : وختنهما لسبعة أيام .

وروى الطبراني عن طريق عطية العوفي عن علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- قال : أما حسن وحسين ومحسن فإنما أسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعق عنهم وحلق رؤوسهم ، وتصدق عنهم بوزنها ، وأمر بهم فسروا وختنوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية