سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
[ ص: 113 ] العاشر : فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم إذا غزا وفي مسيره

وروى أبو داود والترمذي عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال : اللهم أنت عضدي ، وأنت نصيري ، وبك أقاتل .

ورواه الحارث بسند حسن عن أبي مجلز مرسلا بلفظ : إذا لقي العدو .

وروى أبو داود عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا ، وإذا هبطوا سبحوا ، فوضعت الصلاة على ذلك .

الحادي عشر : في أي وقت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يقاتل فيه ، والأوقات التي أمسك على القتال فيها

روى الإمام أحمد عن عبيد الله بن أوفى -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس .

وروى الطبراني بسند جيد عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يلق العدو من أول النهار ، أخر حتى تهب الريح ، ويكون عند مواقيت الصلاة ، وكان يقول : «اللهم بك أجول ، وبك أصول ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» .

وروى الطبراني عن عتبة بن غزوان -رضي الله تعالى عنه- قال : كنا نشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال ، فإذا زالت الشمس ، قال لنا : احملوا فحملنا .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن النعمان بن مقرن -رضي الله تعالى عنه- قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال ، فكان إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال ، حتى تزول الشمس ، وتهب الرياح وينزل النصر .

وروى البخاري عنه قال : شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الرياح وتحضر الصلاة .

وروى البخاري عن عبد الله بن أوفى -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في [ ص: 114 ] بعض أيامه التي لقي فيها ، انتظر حتى مالت الشمس ، ثم قام في الناس ، فقال : أيها الناس ، لا تتمنوا لقاء العدو ، ولكن اسألوا الله تعالى العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا .

وروى الشيخان عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوما لم يغز حتى يصبح فإذا سمع أذانا أمسك ، وإن لم يسمع أذانا أغار بعدما يصبح .

زاد مسلم فسمع رجلا يقول : الله أكبر الله أكبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفطرة ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال : خرجت من النار .

وروى الطبراني عن خالد بن معبد -رضي الله تعالى عنه- قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال : من لقيت من العرب فسمعت فيهم الأذان ، فلا تعرض له ، ومن لم تسمع فيهم الأذان فادعهم إلى الإسلام .

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، عن النعمان بن مقرن -رضي الله تعالى عنه- قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات ، فكان إذا طلع الفجر أمسك عن القتال حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قاتل ، فإذا انتصف النهار أمسك حتى تزول الشمس ، فإذا زالت قاتل حتى العصر ، ثم أمسك حتى يصلي العصر ، ثم قاتل ، وكان يقول : عند هذه الأوقات تهيج رياح النصر ، ويدعو المؤمنون لجيوشهم في صلاتهم .

وروى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يغير إذا طلع الفجر ، وكان يسمع الأذان فإن سمع الأذان أمسك ، وإلا أغار .

ويروي الإمامان مالك والشافعي والشيخان عنه -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر ، أتاها ليلا ، وكان إذا أتى قوما بليل لم يغز حتى يصبح ، فإذا سمع أذانا أمسك ، وإلا أغار حتى يصبح ، فلما أصبح ركب وركب المسلمون . وذكر الحديث .

وروى الإمام أحمد والحارث عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى أو يغزوا فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية