سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
[ ص: 122 ] السابع عشر : في سيرته صلى الله عليه وسلم في الشعار في الحرب

روى أبو يعلى بسند جيد عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال : كان شعار النبي صلى الله عليه وسلم يا كل خير .

وروى الطبراني عن عتبة بن فرقد -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا ، فنادى : يا أصحاب سورة البقرة .

وروى أبو داود عن سمرة بن جندب -رضي الله تعالى عنه- قال : كان شعار المهاجرين عبد الله ، وشعار الأنصار عبد الرحمن .

وروى مسلم والإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن المهلب بن أبي صفرة -رحمه الله تعالى- قال : أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أبيتم فليكن شعاركم «حم لا ينصرون» .

وروى الإمام أحمد وابن عدي عن البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنه- قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم ستلقون العدو غدا ، فإن شعاركم «حم لا ينصرون» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن سلمة بن الأكوع -رضي الله تعالى عنه- قال : غزونا مع أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شعارنا : أمت أمت ، مرتين .

وروى أبو الحسن بن الضحاك عن رجل من جهينة -رضي الله تعالى عنه- قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يقولون في شعارهم : يا حرام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا حلال» .

وروى النسائي عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخندق : إني لا أرى القوم إلا مبيتيكم الليلة ، وإن شعاركم «حم لا ينصرون» .

الثامن عشر : في سيرته صلى الله عليه وسلم في رسل الكفار واستحبابه -صلى الله عليه وسلم- الإقامة في موضع النصر ثلاثا ، وسيرته في العتق ، وإتيان بعض أمرائه -صلى الله عليه وسلم- برؤوس بعض أكابر القتلى ، وامتناعه من بيع جسد المشرك

وروى الإمام أحمد برجال ثقات وابن مغيث يحرر رجاله ، عن معيز السعدي -رحمه الله [ ص: 123 ] تعالى- قال : مررت بمسجد بني حنيفة ، وهم يقولون : إن مسيلمة رسول الله ، فأتيت ابن مسعود ، فأخبرته فاستتابهم ، فتابوا ، فخلى سبيلهم ، وضرب عنق ابن النواحة فقالوا أخذت قوما في أمر واحد ، فقتلت بعضهم وتركت بعضهم ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وفد عليه هذا وابن أثال بن حجر ، فقال : أتشهدان أني رسول الله ، فقالا تشهد أنت أن مسيلمة رسول الله ، فقال رسول الله : آمنت بالله ورسله ، ولو كنت قاتلا وفدا لقتلتكما ، قال : فلذلك قتلته .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن سلمة بن نعيم عن أبيه -رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله يقول لهما حين قرأ كتاب مسيلمة : ما تقولان أنتما ؟ قالا : نقول كما قال ، قال : أما والله ، لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما .

وروى الإمام أحمد والبزار وأبو يعلى بسند حسن ، ومسدد وابن منيع ، وابن حبان ، ورواه أبو داود مختصرا عن أبي وائل -رحمه الله تعالى- قال : قال عبد الله بن مسعود حين قتل ابن النواحة : إن هذا وابن أثال كانا أتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسولين لمسيلمة الكذاب ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أتشهدان أني رسول الله ؟ » قالا : لا ، نشهد أن مسيلمة رسول الله ، قال : لو كنت قاتلا وفدا لضربت أعناقكما ، قال : فجرت السنة أن الرسل لا تقتل ، فأما ابن أثال فكفاناه الله -عز وجل- وأما هذا فلم يزل ذلك فيه حتى أمكن الله منه .

وروى الإمام أحمد والبزار والشيخان عن أنس بن مالك ، عن أبي طلحة -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلاثا ، ورواه أبو داود بلفظ : «إذا غاب قوما أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثا» .

وروى الإمام أحمد والطبراني عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتق من جاءه من العبيد قبل مواليهم إذا أسلموا ، وقد أعتق يوم الطائف رجلين . وفي رواية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف : «من خرج إلينا من العبيد فهو حر» فخرج إليه عبيد فيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وروى الطبراني برجال الصحيح عن أبي بكر [ ص: 124 ] -رضي الله تعالى عنه- أنه خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر أهل الطائف بثلاثة وعشرين عبدا ، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . الحديث .

وروى الطبراني بسند جيد عن غيلان بن سلمة الثقفي -رضي الله تعالى عنه- أن نافعا كان عبدا لغيلان ففر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيلان مشرك ، فأسلم غيلان ، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاء نافع إليه .

وروى الطبراني عن سلمة بن الأكوع -رضي الله تعالى عنه- قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يقال له يسار ، فنظر إليه يحسن الصلاة فأعتقه .

وروى البزار برجال ثقات عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن عبدا أسلم فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خشي أهله أن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فقيدوه ، فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك قد علمت بإسلامي ، فسيرني ، أو خلصني ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر على بعير ، وقال : لعلكم تجدون في دار من يعينكم ، فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى الطبراني برجال ثقات عن فيروز الديلمي -رضي الله تعالى عنه- قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس أسود العنسي .

وحديث ابن عمر : ما حمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس قط . رواه الطبراني من طريق زمعة بن صالح ، وهو ضعيف .

وروى محمد بن يحيى بن أبي عمر والبيهقي والترمذي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- قال : لما كان يوم الأحزاب قتل رجل من عظماء المشركين ، فبعثوا إلى رسول الله أن ابعثوا إلينا بجسده ولكم اثنا عشر ألفا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا خير في جسده ، ولا في ثمنه .

وروى الإمام أحمد والترمذي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : إن المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجل من المشركين ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية