سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
فصل :

روى ابن عدي والبيهقي وابن عساكر عن عائشة رضي الله تعالى عنها ، والبيهقي وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قالا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء .

وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل ترون قبلتي ها هنا ، فوالله لا يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم ، إني لأراكم من وراء ظهري .

متفق عليه .

قال الحافظ أبو بكر بن أبي خيثمة وتبعه أبو الحسن بن الضحاك في كتاب الشمائل له : كان فيه صلى الله عليه وسلم شيء من صور . والصور : الرجل الذي كأنه يلمح الشيء ببعض وجهه .

وقال أنس رضي الله تعالى عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس إنه إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فإني أراكم من أمامي ومن خلفي .

رواه مسلم .

وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني لأنظر إلى ما وراء ظهري كما أنظر إلى أمامي » .

رواه عبد الرزاق في الجامع وأبو زرعة الرازي في دلائله . [ ص: 25 ]

وقال مجاهد رحمه الله تعالى : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه من الصفوف كما يرى من بين يديه .

رواه الحميدي وأبو زرعة الرازي في دلائله .

فائدة : ذكر القاضي رحمه الله تعالى إنه صلى الله عليه وسلم كان يرى في الثريا أحد عشر نجما .

وذكر السهيلي رحمه الله تعالى أنه صلى الله عليه وسلم كان يرى فيها اثني عشر نجما . وبالأول جزم أبو عبد الله القرطبي في كتاب «أسماء النبي صلى الله عليه وسلم» حيث نظم ذلك فقال رحمه الله تعالى :


وهو الذي يرى النجوم الخافية مبينات في السماء العالية     أحد عشر قد عد في الثريا
لناظر سواه ما تهيا

قال في : «القول المكرم» وهذا لم أقف له على أصل يستند إليه . والناس يذكرون أن الثريا لا تزيد على تسعة أنجم فيما يرون . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية