سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
جماع أبواب سيرته -صلى الله عليه وسلم- في العلم ، وذكر بعض مروياته وفتاويه

الباب الأول في آدابه -صلى الله عليه وسلم- في العلم

وفيه أنواع :

الأول : في قوله صلى الله عليه وسلم (لا أدري) . (والله أعلم) (إذا سئل عن شيء لا يعلمه)

وروى الحارث بن أبي أسامة وأبو يعلى والإمام أحمد عن جبير بن مطعم -رضي الله تعالى عنه- أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي البلاد شر ؟ فقال : لا أدري ، فلما أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا جبريل ، أي البلاد شر ؟ قال : لا أدري حتى أسأل ربي تبارك وتعالى ، فانطلق جبريل ، فمكث ما شاء الله ثم جاء ، فقال : يا محمد ، إنك سألتني : أي البلاد شر ؟ قلت : لا أدري ، وإني سألت ربي تبارك وتعالى ، فقلت : أي البلاد شر ؟ فقال : أسواقها .

وروى أبو يعلى وابن حبان والطبراني والبيهقي عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أي البقاع خير ؟ قال : «لا أدري» ، أو سكت ، فأتاه جبريل ، فسأله ، فقال : لا أدري ، فقال : سل ربك ، قال : ما أسأله عن شيء وانتفض انتفاضة كاد يصعق منها صلى الله عليه وسلم ، فلما صعد جبريل صلى الله عليه وسلم قال الله- عز وجل- : سألك محمد : أي البقاع خير ؟ فقلت : لا أدري ، قال : نعم ، قال ، فحدثه أن خير البقاع المساجد ، وأن شر البقاع الأسواق .

وروى الحاكم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري : ذو القرنين كان نبيا أم لا . وما أدري : الحدود كفارات لأهلها أم لا .

وروى أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أدري : تبع مسلم هو أم لا . وما أدري : عزير نبي هو أم لا» .

وروى الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين عمن يموت منهم ، وهو صغير ، فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين .

[ ص: 135 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية