سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث : في درئه الحدود وسترها إذا أقيم الحد على الزاني كان كفارة له قال :

روى أبو داود والنسائي والدارقطني عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب» [ ص: 197 ]

وروى الترمذي والدارقطني عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعا» .

وروى الإمام مالك عن سعيد بن المسيب- رحمه الله تعالى- قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم ، يقال له : هزال ، «يا هزال ، لو سترته بردائك كان خيرا لك» .

وروى مسلم عن عمران بن الحصين الخزاعي - رضي الله تعالى عنه- أن امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا فقالت : يا رسول الله ، أصبت حدا ، فأقمه علي ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال : أحسن إليها ، فإذا وضعت فأتني ، ففعل ، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ، ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ، فقال له عمر ، تصلي عليها يا رسول الله ، وقد زنت ؟ ! قال : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل .

وروى أبو داود عن يزيد بن نعيم عن أبيه أن ماعزا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقر عنده أربع مرات ، فأمر برجمه وقال لهزال الحديث .

روى ابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة» .

وروى ابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته ، حتى يفضحه بها في بيته» .

وروى الترمذي وابن ماجه والدارقطني عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من أصاب في الدنيا ذنبا عوقب فيه فالله أعدل أن يثني عقوبته على عبده ، ومن أذنب ذنبا فستره الله تعالى عليه في الدنيا فالله تعالى أكرم أن يعود في شيء قد عفا عنه» ،

وقال عبادة : فأمره إلى الله- عز وجل- [ ص: 198 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية