سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهان

الأول : إن قيل : كيف يكون صوت مسموع لسامع في محل لا يسمعه آخر معه وهو [ ص: 28 ] مثله سليم الحاسة عن آفة الإدراك ؟

أجيب : بأن الإدراك معنى يخلقه الله تعالى لمن يشاء ويمنعه لمن يشاء وليس بطبيعة ولا وتيرة واحدة .

الثاني : في بيان غريب ما تقدم :

الأطيط : صوت الأقتاب وأطيط الإبل أصواتها وحنينها ، أي أن كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت .

قال في النهاية : وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط ، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى .

قلت : وفيه نظر لقوله :

« إني لأسمع أطيط السماء » .

حادت : مالت عند نفارها عن سنن طريقها .

حاصت : بحاء فصاد مهملتين : نفرت وكرت راجعة من خوف ما سمعت . [ ص: 29 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية