سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثامن في فتاويه- صلى الله عليه وسلم-

الأول : في نهي الصحابة عن سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

وروى مسلم عن أنس بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال : نهينا في القرآن أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ، ونحن نسمع ، فبينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ دخل رجل على جمل ثم أناخه في المسجد ، ثم عقله ثم قال : يا محمد أتانا رسولك ، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك ؟ قال : «صدق» قال : فمن خلق السماء ؟ قال : «الله» ، قال : فمن خلق الأرض ؟ قال : «الله» قال : فمن نصب هذه الجبال ، وجعل فيها ما جعله ؟ قال : «الله» ، قال : فبالذي خلق السماء ، وخلق الأرض ، ونصب هذه الجبال ، الله أرسلك ؟ قال : «نعم» قال : وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال : «صدق» قال : فبالذي أرسلك ، الله أمرك بهذا ؟ قال : «نعم» ، قال : وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا قال : «صدق» ، قال : فبالذي أرسلك ، الله أمرك بهذا ؟ قال : «نعم» ، قال : وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا ، قال : «صدق» ، قال : فبالذي أرسلك ، الله أمرك بهذا ؟ قال : «نعم» ، قال : وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال : «صدق» قال : ثم ولى فقال : والذي بعثك بالحق ، لا أزيد عليهن ، ولا أنقص منهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «لئن صدق ليدخلن الجنة» .

التالي السابق


الخدمات العلمية