سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثاني عشر : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الذكر والدعاء وما يتعلق بهما .

روى الإمام أحمد عن أبي ذر قال ، قلت : يا رسول الله إذا عملت سيئة فأتبعها بالحسنة تمحها قال : قلت : يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال : «هي أفضل الحسنات» .

وروى الترمذي وابن ماجه والحاكم عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب ، والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ » قالوا : بلى ، قال : ذكر الله تعالى ، فقال معاذ بن جبل- رضي الله تعالى عنه- : ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله . [ ص: 273 ]

وروى الإمام أحمد عن معاذ بن أنس الجهني- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المجاهدين أعظم أجرا ؟ قال : «أكثرهم لله- تبارك وتعالى- ذكرا» ، قال : فأي الصائمين أعظم أجرا ؟ قال : «أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا» ، فقال أبو بكر- رضي الله عنه- : لعمر- رضي الله عنه- : يا أبا حفص ، ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أجل» .

وروى الترمذي وقال غريب والعقيلي عن عمر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم ؟ خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتدعون لهم فيدعون لكم ، وشرار أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» .

وروى الإمام أحمد وعبد بن حميد والنسائي والحاكم والبيهقي في الشعب والضياء عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس ؟ إن من خير الناس في سبيل الله تعالى رجلا على ظهر فرسه ، أو ظهر بعيره ، أو على قدمه حتى يأتيه الموت ، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا ، يقرأ كتاب الله تعالى فلا يرعوي إلى شيء منه» .

وروى العقيلي والبيهقي في الشعب عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أخبركم عن الأجود ؟ الأجود الله وأنا أجود ولد آدم ، وأجودهم من بعدي رجل علم علما ، فنشر علمه حتى يبعث يوم القيامة أمة واحدة ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتى يقتل» .

وروى عبد بن حميد وابن زنجويه والحاكم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أخبركم بخياركم ؟ خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا» .

وروى الترمذي وقال حسن غريب والطبراني وابن حبان عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار ؟ تحرم على كل قريب من الناس هين سهل» . [ ص: 274 ]

وروى العقيلي والضياء عن جابر- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا ؟ على كل هين لين قريب سهل» .

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال : قلت : يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر ؟ قال : «غنيمة مجالس الذكر الجنة» .

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا قبل نجد فغنموا . . . .

وروى الإمام أحمد والبيهقي وابن ماجه وأبو نعيم في الحلية والحكيم والترمذي عن أسماء بنت يزيد- رضي الله تعالى عنهما- أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ألا أنبئكم بخياركم ؟ خياركم الذين إذا رئي ذكر الله- عز وجل- ، ألا أخبركم بشراركم ؟ » قالوا : بلى ، قال : «فشراركم المفسدون بين الأحبة المشاؤون بالنميمة ، الباغون البراء العنت» .

وروى العقيلي عن أنس- رضي الله تعالى عنه- والطبراني عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أنبئكم بخياركم ؟ خياركم أطولكم أعمارا في الإسلام ، إذا سددوا» .

وروى الحاكم والبيهقي عن جابر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أنبئكم بخياركم ؟ خياركم أحاسنكم أخلاقا» .

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أنبئكم بخياركم من شراركم ؟ خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أخلاقا ولمسلم : أطولكم أعمارا» .

وروي عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أنبئكم بشراركم ؟ شراركم الثرثارون المتشدقون ، وألا أنبئكم بخياركم ؟ أحاسنكم أخلاقا» .

وروى الخرايطي في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أنبئكم بخياركم أحاسنكم أخلاقا» .

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أنبئكم بخياركم خياركم أطولكم أعمارا . وأحسنكم أخلاقا» . [ ص: 275 ]

وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، وقال : حسن غريب والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال : ألا أخبركم بخير الناس منزلة ؟ رجل تمسك بعنان فرسه في سبيل الله ، حتى يموت أو يقتل ، ألا أخبركم بالذي يتلوه ؟ رجل معتزل في شعب الجبال يقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويعتزل شرور الناس وفي لفظ : رجل معتزل في غنيمة له يؤدي حق الله تعالى فيها ، ألا أخبركم بشر الناس ؟ رجل يسأل بالله تعالى ولا يعطي به .

وروى الإمام أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح وابن حبان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألا أخبركم بخيركم من شركم ؟ خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره ، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره» .

وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال : ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم ، أو قطيعة رحم .

وروى الترمذي وحسنه عن أنس- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد» قالوا : فما تقول يا رسول الله ؟ قال : «اسألوا الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة» .

وروى عبد الرزاق وابن أبي شيبة والإمام أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن خزيمة والبيهقي والضياء عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة» .

وروى ابن أبي شيبة وابن حبان والعقيلي وابن السني عن أنس- رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة» .

وروى الحاكم عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة» .

وروى الحاكم عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الدعاء مستجاب ما بين النداء والإقامة» .

وروي عن أبي زهير النميري ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأقمنا على [ ص: 276 ] رجل في خيمة قد ألحف في المسألة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع منه ، فقال : أوجب إن ختم ، فقال له رجل من القوم : بأي شيء يختم ؟ قال : بآمين ، فإنه إن ختم بآمين ، فقد أوجب فانصرف الرجل الذي سمعه فأتى الرجل فقال : اختم بآمين يا فلان في كل شيء وأبشر .

وروى البيهقي عن أبي موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول [ . . . . ] .

وروى الترمذي وحسنه عن معاذ بن جبل- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو ، يقول : اللهم ، إني أسألك تمام النعمة ، فقال : أي شيء تمام النعمة ؟ قال : دعوة دعوت بها أرجو بها الخير ، قال : فإن تمام النعمة دخول الجنة والفوز من النار .

وروى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل» ، يقول : قد دعوت ربي ، فلم يستجب وفي لفظ لمسلم : لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل قيل : يا رسول الله ، وما الاستعجال ؟ قال يقول : قد دعوت فلم يستجب لي ، فيستحسر عن ذلك ، ويدع الدعاء .

الحسر : أي يستنكف عن الدعاء والسؤال ، وأصله من حسر الطرف إذا كل وضعف يعني أن الداعي إذا دعا وتأخرت إجابته تضجر ، ومل وترك الدعاء واستنكف عنه .

«وقطيعة الرحم» الهجران للأهل والأقارب .

وروى الترمذي والبيهقي عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه اللهم ، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «تدرون بم دعا الله ؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى» .

وروي عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أكثروا من الباقيات الصالحات» ، قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : «التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ولا حول ولا قوة إلا بالله» .

وروى مسلم عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : علمني كلاما أقوله قال : قل : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، العزيز الحكيم» قال : فهؤلاء لربي فما لي ؟ قال : قل : «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني» .

وروى مسلم عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل ؟ قال : ما اصطفى الله تعالى لملائكته ، سبحان الله وبحمده ، وفي رواية قال : قال [ ص: 277 ]

رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله- عز وجل- ؟ إن أحب الكلام إلى الله- عز وجل- «سبحان الله وبحمده» .


وفي رواية : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله- عز وجل- «سبحان الله وبحمده» .

وروى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : إنه غريب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا مررتم برياض الجنة ، فارتعوا» قيل : يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال : المساجد ، قيل : وما الرتع ؟ قال : «سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر» .

وروى الإمام أحمد ، والترمذي وقال : حسن غريب والعقيلي في الضعفاء وابن شاهين في الترغيب والبيهقي في الشعب عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» ، قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال : «مجالس العلم» .

وروى الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» ، قالوا : يا رسول الله ، ما رياض الجنة ؟ قال : «مجالس العلم» .

وروى ابن شاهين عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا مررتم برياض الجنة فاجلسوا إليهم» ، قالوا : يا رسول الله ، وما رياض الجنة ؟ قال : «أهل الذكر» .

وروى أبو داود عن ابن أبي أوفى- رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني منه ، فقال : قل : «سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، الله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ، قال : يا رسول الله ، هذا لله عز وجل فما لي ؟ قال : قل : «اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني» فلما قام ، قال : هكذا بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما هذا فقد ملأ يده من الخير» .

وروى البيهقي عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يفرش عرسا [ . . . . . ] .

وروى مسلم عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه- قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ » .

فسأل سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة .


وروى النسائي عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- قال : دخلت المسجد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، فجلست إليه ، فقال : تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن ، قلت : أو [ ص: 278 ] للإنس شياطين ؟ قال : نعم ، شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا .

وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما لقيت البارحة من عقرب لدغتني قال : «أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك» .

وروى الترمذي عن شكل بن حميد- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، علمني تعوذا أتعوذ به فأخذ بكفي ، وقال : قل : «اللهم ، إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ، ومن شر لساني ، ومن شر قلبي ومن شرهن» ورواه النسائي وقال : «ومنيي» .

وروى الإمام أحمد والنسائي وابن سعد وسمويه والبغوي والباوردي وابن قانع والطبراني في الكبير عن زيد بن خارجة- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف الصلاة عليك ، قال : صلوا واجتهدوا ، ثم قولوا : «اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد» .

وروى الشيخان عن ابن أبي ليلى- رحمه الله تعالى- قال : لقيني كعب بن عجرة- رضي الله تعالى عنه- فقال : ألا أهدي لك هدية ؟ فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : قد عرفنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : «قولوا اللهم ، صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم ، بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد» .

التالي السابق


الخدمات العلمية