سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
السادس عشر : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الفرائض والمواريث .

روى الإمام أحمد والدارقطني عن عمران بن الحصين - رضي الله تعالى عنه- أن رجلا [ ص: 287 ] أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن ابني مات فما لي من ميراثه ؟ فلما أدبر قال : لك السدس فلما أدبر قال : لك سدس آخر فلما ولى دعاه ، قال : إن السدس الآخر طعمة .

وروى الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في الفرائض عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قسم الجدة ؟ قال : «ما سؤالك عن ذلك يا عمر ؟

إني أظنك أن تموت قبل أن تعلم ذلك» ،
قال : سعيد بن المسيب- رحمه الله تعالى عليه- فمات قبل أن يعلم ذلك .

وروى ابن راهويه وابن مردويه قال الشيخ وهو صحيح عن ابن المسيب أن عمر- رضي الله تعالى عنه- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تورث الكلالة ؟ فقال : أوليس قد بين الله تعالى ذلك ثم قال : وإن كان رجل يورث كلالة [النساء : 12] إلى آخرها ، فكأن عمر لم يفهم فأنزل الله تعالى : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة [النساء : 176] إلى آخر الآية ، فكأن عمر لم يفهم فقال : لحفصة- رضي الله تعالى عنها- إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب نفس فاسأليه عنها ، فرأيت منه طيب نفس فسألته عنها ، فقال : أبوك ذكر لك هذا ما أرى أباك يعلمها أبدا فكان يقول : ما أراني أعلمها أبدا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما قال .

وروى أبو الشيخ في كتاب الفرائض عن البراء بن عازب- رضي الله تعالى عنهما- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال : «ما خلا الولد والوالد» .

وروي عن زيد بن أسلم- رضي الله تعالى عنه- مثله .

وروى الدارقطني عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ميراث العمة والخالة ، فقال : «لا أدري حتى يأتيني جبريل» ، ثم قال : أين السائل عن ميراث العمة والخالة ؟ فأتى الرجل ، فقال : سارني جبريل أنه لا شيء لهما ، لم يسنده غير مسعدة عن محمد بن عمرو وهو ضعيف والصواب مرسل .

وروى أبو داود والترمذي عن تميم الداري- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله : ما السنة في الرجل يسلم على يدي الرجل من المسلمين قال : «هو أولى الناس بمحياه ومماته» .

وروى أبو داود والترمذي عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كنت تصدقت على أمي بوليدة ، وإنها ماتت وتركت تلك الوليدة قال : «قد وجب أجرك ورجعت إليك في الميراث» .

روى الإمام أحمد عن ابن عمرو- رضي الله عنهما- أن رجلا قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني أعطيت أمي حديقة في حياتها . وإنها توفيت ولم تدع وارثا غيري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 288 ] أحسبه قال : إن الله- تبارك وتعالى- رد عليك حديقتك وقبل صدقتك .

التالي السابق


الخدمات العلمية