سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الرابع والعشرون : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الإمارة وما يتعلق بها .

وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب ، وتلين لهم الجلود ويكون عليكم أمراء تشمئز منهم القلوب ، وتقشعر منهم الجلود ، قالوا : أفلا نقتلهم ؟ قال : لا ما أقاموا الصلاة .

وروى مسلم عن عوف بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ، ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ، قال : قلنا : يا رسول الله ، أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة إلا ما أقاموا فيكم الصلاة! ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدا من طاعة الله .

وروى مسلم عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون ، من كره فقد برئ ، ومن أنكر ، فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : يا رسول الله ، ألا نقاتلهم ؟ قال : لا ، ما صلوا . أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه .

وروى الترمذي عن وائل بن حجر- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ورجل سأله فقال : أرأيت إن قامت علينا أمراء يمنعوننا حقنا ، يسألوننا حقهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم . [ ص: 312 ]

وروى الإمام أحمد والبخاري عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ، قالوا : يا رسول الله ، فما تأمرنا ؟ قال : أدوا إليهم حقهم ، وسلوا الله حقكم .

وروى الإمام أحمد وأبو يعلى وابن ماجه عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : قيل : يا رسول الله ، متى ندع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال : إذا ظهر فيكم مثل ما ظهر في بني إسرائيل ، قلنا : يا رسول الله ، وما ظهر في بني إسرائيل ؟ قال : إذا كانت الفاحشة في كبارهم ، والملك في صغارهم والعلم في رذالتكم ولفظ أبي يعلى- رحمه الله تعالى- إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة في أشراركم ، وتحول الملك في صغاركم والفقه في رذالكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية