سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث : في تسميته صلى الله عليه وسلم بعض أولاد أصحابه .

روى الطبراني عن ياسر بن سويد الجهني- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه في خيل أو سرية وامرأته حامل ، فولدت مولودا فحملته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، قد ولد هذا المولود ، وأبوه في الخيل فسمه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر يده عليه وقال : «اللهم ، أكثر رجالهم ، وأقل أياماهم ، ولا تحوجهم ، ولا تر أحدا منهم خصاصة» ، فقال : سميه مسرعا قد أسرع في الإسلام فهو مسرع بني ياسر .

وروى الترمذي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في بيت الزبير صياحا ، فقال : يا عائشة ما أرى أسماء إلا قد نفست ، فلا تسموه حتى أسمه فسماه عبد الله ، وحنكه بتمر بيده .

وروى الشيخان عن أبي موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنه- قال : ولد لي غلام فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمر ، ودعا له بالبركة ودفعه إلي ، وكان أكبر ولد أبي موسى .

وروى مسلم وأبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان ، فيدعو لهم بالبركة ، ويحنكهم .

وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن أمة ولدت غلاما من أبي طلحة ، فقال أبو طلحة : احتمله حتى تأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث معه [ ص: 362 ] بتمرات فقال : أمعه شيء ؟ فقلت : نعم فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضغها ، ثم أخذها في فيه ، فجعلها في في الصبي ، ثم حنكه ، وسماه عبد الله ، وفي لفظ : ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ولد والنبي صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ بعيرا له فقال : أمعك تمرات ؟ قلت : نعم ، فناولته تمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغر فا الصبي فمجه في فيه فجعل الصبي يتلمظه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر وسماه عبد الله .

وروى الإمام أحمد عن يوسف بن عبد الله بن سلام- رضي الله تعالى عنهما- قال أجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ، ومسح على رأسي ، وسماني يوسف .

التالي السابق


الخدمات العلمية