سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في سيرته- صلى الله عليه وسلم- عند الغضب

وفيه أنواع :

الأول : فيما يقال ويفعل .

روي عن سليمان بن صرد- رضي الله تعالى عنه- قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب وقد احمر وجهه ، وانتفخت أوداجه ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ، «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فقام رجل إلى ذلك الرجل ، فقال : أتدري ما قال ؟ قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال الرجل : أمجنونا تراني ؟ .

وعن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «علموا ويسروا ، علموا ويسروا» ، قالها : ثلاثا ، وإذا غضبت فاسكت رواهما البخاري في الأدب .

وروى أبو داود وابن حبان عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا غضب أحدكم ، وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع» .

وروى أبو داود عن ابن المسيب- رحمه الله تعالى- قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، مع أصحابه ، وقع رجل بأبي بكر فأذاه ، فصمت عنه أبو بكر .

ثم آذاه الثانية ، فصمت عنه أبو بكر ، ثم آذاه الثالثة ، فانتصر منه أبو بكر ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر ، فقال أبو بكر : أوجدت علي يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك ، فلما انتصرت وقع الشيطان فلم أكن لأجلس ، إذ وقع الشيطان»
. [ ص: 373 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية