سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع عشر في إكرامه- صلى الله عليه وسلم- من يستحق إكرامه وتألفه أهل الشرف

روى الإمام أحمد برجال الصحيح عن حميد بن هلال ، قال : كان رجل من الطفاوة طريقه علينا يأتي على الحي ، فحدثهم قال : أتيت المدينة مع عير لنا ، فبعنا بضاعتنا ، ثم قلت :

لأنطلق إلى هذا الرجل فلآتين من بعدي بخبره فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يريني بيتا قال : إن امرأة كانت فيه فخرجت في سرية من المسلمين ، وتركت اثنتي عشرة عنزا لها وصيصتها كانت تنسج بها ، قال : ففقدت عنزا من غنمها وصيصتها ، فقالت : يا رب ، إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه ، وإني قد فقدت عنزا من غنمي وصيصتي ، وإني أنشدك عنزي وصيصتي ، قال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها لربها- تبارك وتعالى- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأصبحت عنزها ومثلها وصيصتها ومثلها وهاتيك فائتها فاسألها إن شئت قال : قلت : بل أصدقك .


وروى أبو الحسن بن الضحاك وأبو الشيخ والخرائطي عن جرير بن عبد الله- رضي الله تعالى عنه- قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت لأبايعه ، قال : ما جاء بك يا جرير ، قلت :

لأسلم على يديك ، قال : فألقى إلي كساء ، ثم أقبل على أصحابه فقال : «إن أتاكم كريم قوم فأكرموه»
ورواه أبو الشيخ والخرائطي عنه ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بيوته فامتلأ البيت فقعد جرير خارج البيت ، فأبصره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ ثوبه ورمى به إليه ، وقال : اجلس على هذا فأخذه جرير فوضعه على وجهه وقبله .

وروى ابن سعد عن أشياخ من طيئ قالوا : إن عدي بن حاتم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ، وهو في المسجد ، فقال : من الرجل ؟ قال عدي بن حاتم : فانطلق به إلى بيته وألقى إليه وسادة محشوة بليف ، وقال : «اجلس عليها» فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض ، وعرض عليه الإسلام ، فأسلم عدي ، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه .

وروى الترمذي عن عكرمة بن أبي جهل- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوم جئته «مرحبا بالراكب المهاجر»

وذكر الرشاطي إن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح الأصبحي الحميري ، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرش له رداءه ، وكان يعد من الحكماء . [ ص: 389 ]

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير في التهذيب وأبو يعلى وابن منده وابن عساكر عن صفوان بن أمية ، قال : لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لمن أبغض الناس إلي ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزي في التحقيق :

اعلم أن من المؤلفة قلوبهم ما تألفوا في بدء إسلامهم ثم تمكن الإسلام من قلوبهم ، فخرجوا بذلك عن حد المؤلفة ، وإنما ذكرهم العلماء في المؤلفة باعتبار ابتداء أحوالهم ، وفيهم من لم يعلم منه حسن إسلامه والظاهر بقاؤه على حال الناس ، ولا يمكننا أن نفرق بين من حسن إسلامه وبين من لم يحسن إسلامه ، لجواز أن يكون من ظننا به الشر على خلاف ذلك ، وأن الإنسان قد يتغير حاله ، ولا ينقل إلينا أمره فالواجب أن نظن بكل من سمعنا عنه الإسلام خيرا ، ومما يقوي ما ذكرت ما رواه الإمام أحمد عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : كان الرجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم لشيء يعطاه من الدنيا ، فلا يمشي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها ، قال : وأسماء من بلغنا منهم .

الأقرع بن حابس التميمي .

والمجاشعي جبير بن مطعم بن عدي .

المجد بن قيس السهمي والحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي .

وحويطب بن عبد العزى .

حكيم بن حزام بن خويلد .

حكيم بن طليق بن سفيان .

خالد بن قيس السهمي .

سعيد بن يربوع بن عنكشة .

سهيل بن عمرو وأبو سفيان العباس بن مرداس السلمي .

عبد الرحمن بن يربوع من بني مالك .

علقمة بن علاثة .

عمير بن وهبة الجمحي .

عمرو بن مرداس السلمي .

عمرو بن بعكك أبو السنابل ، ويقال اسمه : لبيد .

عيينة بن حصن الفزاري .

قيس بن عدي السهمي . [ ص: 390 ]

قيس بن مخرمة .

مالك بن عوف البصري .

مخرمة بن نوفل الزهري .

معاوية بن أبي سفيان .

وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب واسمه المغيرة والنضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة .

هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حنيف بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي . [ ص: 391 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية