سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الحادي والعشرون في جلوسه- صلى الله عليه وسلم- على شفير البئر وتدليته رجليه وكشفه عن فخذيه

روى الشيخان عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب ، - وقد قتل زوجها ، وكانت عروسا- فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ، فخرج بها ، حتى بلغنا سد الروحاء حلت ، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم صنع حيسا في نطع صغير ، ثم قال لي : آذن من حولك ، فكانت تلك وليمته على صفية ثم خرجنا إلى المدينة ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته ، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب .

وروى مسلم عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه وساقيه .

وروى الإمام أحمد عن حفصة- رضي الله تعالى عنها- قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع ثوبه بين فخذيه ، فجاء أبو بكر يستأذن فأذن له .

وروى البخاري عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء قد كشف عن ركبتيه ، فلما دخل عثمان غطاهما .

وروى عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- قال : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع من رجع وعقب من عقب . [ ص: 398 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية