سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب العاشر في تكثيره صلى الله عليه وسلم ماء المزادتين

روى الإمام أحمد والشيخان والطبراني والبيهقي عن عمران بن حصين رضي الله عنه : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فاشتكى إليه الناس العطش ، فنزل ثم دعا عليا ، ورجلا آخر وفي رواية : وعمران بن حصين ، فقال : «اذهبا فابغيا الماء فإنكما ستجدان امرأة بمكان كذا وكذا معها بعير عليه مزادتان فأتيا بها» فانطلقا فلقيا امرأة بين مزادتين من ماء على بعير لها فقالا لها : أين الماء ؟ قالت : عهدي بالماء أمس هذه الساعة . فقالا لها : انطلقي إذا ، قالت : إلى أين ؟

قالا : إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : الذي يقال له الصابئ ؟ قالا : هو الذي تعنين ، فانطلقا فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثاه بالحديث ، قال : فاستنزلوها عن بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء ، فأفرغ فيه من أفواه المزادتين فمضمض في الماء وأعاده في أفواه المزادتين وأوكأ أفواههما ، وأطلق الغرارتين ونودي في الناس اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء وملأنا كل قربة معنا وإداوة وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها وايم الله ، لقد أقلع عنها وإنها ليخيل إليها أنها أشد ملئة منها حيث ابتدأ فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «اجمعوا لها طعاما» فجمعوا لها ما بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها

وقالوا لها : تعلمين ما رزأنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذي أسقانا ،
الحديث وفيه أنها أسلمت وقومها بعد ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية