سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
قصة أخرى .

روى الإمام أحمد والشيخان من طرق وألفاظه متقاربة هذا حاصلها عن جابر رضي الله عنه أن أباه توفي وعليه ديون ليهودي منها ثلاثون وسقا فاستعنت بالنبي صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يضعوا من دينه ، فطلب إليهم فلم يفعلوا فاستنظرهم فلم يفعلوا فعرضت عليهم أن يأخذوا تمري كله فأبوا ولم يروا أن فيه وفاء ، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في النخل ودعا في تمره بالبركة ، ثم قال : «إذا جددته فوضعته في المربد فاجعله أصنافا ، العجوة على حدة ، وعذق ابن زيد على حدة» ، ثم أرسل إلي» ففعلت فلما وضعته في المربد أرسلت إليه فجاء أبو بكر وعمر فطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ثم جلس عليه ودعا بالبركة ثم قال : «ادع غرماءك فأوفهم» فما تركت أحدا له علي دين إلا قضيته وأنا أرضى أن يرد الله عز وجل أمانة والدي ولا أرجع إلى إخوتي منه بتمرة فسلم والله البيادر كلها ، حتى إني لأنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه لم تنقص منه تمرة واحدة فقلت : يا رسول الله ألا ترى أنى كلت لغريمي تمره فوفاه الله عز وجل وفضل من التمر كذا وكذا فقال ابن عمر بن الخطاب : فجاء يهرول فقال : سل جابر بن عبد الله عن غريمه وغيره ، فقال : ما أنا بسائله قد علمت أن الله عز وجل سوف يوفيه إذا أجزت فيه فكرر عليه الكلمة ثلاث مرات كل ذلك يقول : ما أنا بسائله ، وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة ، فقال : «يا جابر ، ما فعل غريمك وتمرتك» ، قال : قلت : وفاه الله عز وجل وفضل لنا من التمر كذا وكذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية