سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
قصة أخرى .

روى الإمام أحمد والبيهقي من طرق عن يعلى بن مرة قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ جاء جمل يرغو حتى ضرب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه حتى بل ما حوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أتدرون ما يقول البعير ؟ إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره» ، ثم قال : «ويحك انظر لمن هذا الجمل» فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار [ ص: 514 ] فدعوته إليه ، فقال : «ما لبعيرك يشكوك زعم أنك أفنيت شبابه حتى إذا كبر تريد أن تنحره ؟ » قال : صدقت والذي بعثك بالحق لقد هممنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه ، قال : «فلا تفعل هبه لي أو بعنيه» ، فقال يا رسول الله ، ما لي مال أحب إلي منه» ، قال : «فاستوص به خيرا» ، فقال لا جرم ، لا أكرم مالا لي كرامته يا رسول الله ، وفي رواية : أنه وهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوسمه بسمة الصدقة ثم بعث به .

التالي السابق


الخدمات العلمية