سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : قال إسحاق بن راهويه رحمه الله تعالى : إن هذه الرائحة الطيبة كانت رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير طيب .

وقال النووي رحمه الله تعالى : وهذا مما أكرمه الله تعالى به .

قالوا : وكانت الريح الطيبة صفته صلى الله عليه وسلم وإن لم يمس طيبا ، ومع هذا كان يستعمل الطيب في أكثر أوقاته مبالغة في طيب ريحه لملاقاة الملائكة وأخذ الوحي ومجالسة المسلمين .

الثاني : مبدأ هذه الرائحة الطيبة بجسده صلى الله عليه وسلم من ليلة الإسراء . روى ابن مردويه عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسري به ريحه ريح عروس وأطيب من ريح عروس .

الثالث : ما اشتهر على ألسنة بعض العوام أن الورد خلق من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر وأبو زكريا يحيى النووي والحافظ والشيخ وغيرهم : إنه باطل لا أصل له . والحديث رواه الديلمي في مسند الفردوس من طريق مكي بن بندار وقد اتهمه الدارقطني بوضع الحديث . وله طرق بينت بطلانها في كتابي «إتحاف اللبيب في بيان ما وضع في معراج الحبيب» . [ ص: 89 ]

الرابع : في بيان غريب ما تقدم :

شممت : بكسر الميم في الماضي وفتحها في المضارع ويجوز فتحها في الماضي وضمها في المضارع .

أو عرفا : شك من الراوي لأن العرف- بفتح العين المهملة وسكون الراء بعدها فاء- هو الريح الطيب .

ومن ريح : بكسر الحاء بلا تنوين لأنه في حكم المضاف تقديره من ريح النبي صلى الله عليه وسلم أو عرقه . ووقع في بعض الروايات بفتح الراء وبالقاف فأول على هذا للتنويع .

قال الحافظ : والأول هو المعروف . وفي رواية ما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ رحمه الله تعالى : ضبط هذا اللفظ بوجهين : أحدهما بسكون النون بعدها موحدة . والآخر بكسر الموحدة بعدها مثناة تحتية والأول هو المعروف ، والثاني طيب معمول من أخلاط يجمعها الزعفران . وقيل هو الزعفران . ووقع عند البيهقي ولا شممت مسكا ولا عبيرا ذكرهما جميعا .

يقيل : ينام في القائلة وهي شدة الحر .

القوارير : آنية من زجاج . أدوف بالدال المهملة أي أخلط . يقال : داف الشيء يدوفه دوفا وأدافه : خلطه . الأذفر بذال معجمة أي طيب الرائحة والذفر بالتحريك يقع على الطيب والكريه ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به .

السرى : بفتحتين- خراج صغار لها لذع شديد .

عبق به الطيب عبقا من باب تعب- ظهرت ريحه بثوبه أبو بدنه فهو عبق . قلت : ولا يكون العبق إلا للرائحة الطيبة الزكية .

جؤنة - بضم الجيم وهمزة ساكنة ، ويجوز تسهيلها ، سفط مغشى بجلد يجعل فيه العطار طيبه . [ ص: 90 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية