سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب التاسع في معجزاته صلى الله عليه وسلم في إذهاب النسيان وحصول العلم والفهم وإذهاب البذاء وحصول الحياء

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : «من يبسط ثوبه حتى أفرغ فيه من حديثي ثم يقبضه إليه ؟ » فبسطت ثوبي ثم حدثنا فقبضته إلي ، فو الله ما نسيت شيئا سمعته منه .

وروى الحارث عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال : كنت أنسى القرآن ، فقلت : يا رسول الله ، إني أنسى القرآن ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدري ثم قال : «اخرج ، يا شيطان ، من صدر عثمان» ، فما نسيت شيئا بعد أريد حفظه .

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، إني أسمع منك حديثا [ ص: 26 ] كثيرا فأنساه ، قال : «ابسط رداءك» ، فبسطت ، فغرف بيده فيه ، ثم قال : «ضمه» فضممته فما نسيت حديثا بعده .

وروى البيهقي والحاكم وصححه عن علي رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله ، تبعثني ، وأنا شاب أقضي بينهم ، ولا أدري ما القضاء ؟ فضرب بيده في صدري وقال : «اللهم اهد قلبه ، وثبت لسانه» فو الذي فلق الحبة ، ما شككت في قضاء بين اثنين .

وروى الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : كانت امرأة ترافث الرجال ، وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل ثريدا فطلبت منه فناولها ، فقالت : أطعمني مما في فيك ، فأعطاها ، فأكلت ، فعلاها الحياء ، فلم ترافث أحدا حتى ماتت .

التالي السابق


الخدمات العلمية