سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث والعشرون في معرفة الذين كانت صفات أجسادهم تقرب من صفات جسده صلى الله عليه وسلم

وهم : آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم . ذكره صاحب «استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف» .

وإبراهيم نبي الله ورسوله وخليله صلى الله عليه وسلم : جاء في غير ما حديث صحيح أنه كان يشبهه صلى الله عليه وسلم .

ومن أمته : أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين ابنا علي رضي الله تعالى عنهم .

روى البخاري عن ابن سيرين عن أنس قال : كان الحسن بن علي أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وروى البخاري أيضا عن الزهري عن أنس قال : لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسين بن علي . وفي لفظ لغيره : كان أشبههم وجها بالنبي صلى الله عليه وسلم .

قال الحافظ : قوله أشبههم أي أشبه أهل البيت . وقول أنس في رواية ابن سيرين يعارض قوله في رواية الزهري . ويمكن الجمع بأن يكون أنس قال ما قال في رواية الزهري في حياة الحسن لأنه كان يومئذ أشد شبها بالنبي صلى الله عليه وسلم من أخيه الحسين . وأما ما وقع في رواية ابن سيرين فكان بعد ذلك كما هو ظاهر من سياقه والمراد : من فضل عليه الحسين في الشبه كان من عبد الحسن . ويحتمل أن يكون كل منهما كان أشد شبها به في بعض أعضائه فقد روى الترمذي وابن حبان من طريق هانئ بن هانئ عن علي قال : الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الرأس إلى الصدر ، والحسين أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك .

وفي رواية عن أنس : كان الحسن أشبههم وجها .

وهو يؤيد حديث علي انتهى .

وأم الحسن ، السيدة فاطمة الزهراء أمهما رضي الله تعالى عنهم .

وأخوها إبراهيم ابن سيد الخلائق صلى الله عليه وسلم .

روى الخرائطي في «اعتلال القلوب» عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على مارية وهي حامل منه بإبراهيم فذكر حديثا فيه أن جبريل صلى الله عليه وسلم بشره أنه أشبه الخلق به .

وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال له : أشبهت خلقي وخلقي . [ ص: 116 ]

وابناه عون وعبد الله .

روى النسائي عن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأخيه عون : إنه أشبه خلقي وخلقي .

وقثم ابن سيدنا العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وصفه ابن السكن بذلك .

وأبو سفيان بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه .

وابن ابنه عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب الملقب فيما ذكر في «المحبر» و «الاستيعاب» بذلك أمير البصرة .

وعبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب قال الزبير بن بكار : كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم .

ومحمد ومسلم . ذكرهما ابن حبان في الثقات بذلك ، ابنا عقيل بن أبي طالب .

والسائب بن يزيد ، الجد الأعلى للإمام الشافعي رضي الله تعالى عنهما ، وصفه الزبير بن بكار بذلك .

روى الحاكم في مناقب الشافعي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في فسطاط إذا جاء السائب بن عبيد الله ومعه ابنه فقال : «من سعادة المرء أن يشبه أباه »

وهذا الابن هو شافع بن السائب - ويمكن أن يعد هذا الولد في الأشباه أيضا لهذا .

وعبد الله بن عامر بن كريز العبشمي .

وكابس بن ربيعة بن عدي .

وعلي بن نجاد بنون مكسورة فجيم خفيفة- ابن رفاعة الرفاعي اليشكري - بمثناة تحتية مفتوحة ومعجمة ساكنة .

والقاسم بن عبد الله بن محمد بن عقيل .

وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ذكره المزي في ترجمة والده بذلك .

والقاسم بن محمد . قال عبيد الله بن إسحاق فيما نقله العسكري كان أشبه الخلق برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وإبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم . [ ص: 117 ]

ويحيى بن القاسم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم .

وعبيد الله بن أبي طلحة الخولاني .

ومسلم بن معتب بن أبي لهب .

قيل وعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه لكن قال الحافظ : إن الأثر المحكي في ذلك موضوع وإن الثابت في صفته رضي الله تعالى عنه خلاف ذلك .

وثابت البناني وقتادة بن دعامة . ذكرهما صاحب «استجلاب ارتقاء الغرق» .

ومحمد بن عبد الله المهدي الذي يخرج في آخر الزمان .

ذكر غالب ذلك الحافظ في الفتح في مناقب السيدين الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما .

وعده المهدي في الأشباه غلط . فقد روى أبو داود عن علي رضي الله تعالى عنه في صفة المهدي «يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق» .

وعبد الله بن عوانة شريف مغربي قدم الديار المصرية زمن السلطان الأشرف قايتباي .

أخبرني غير واحد من الأشياخ الذين كانت لهم معرفة بصفات النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا المغربي كانت صفته تقرب من صفة النبي صلى الله عليه وسلم وسألت شيخنا الإمام العلامة شيخ الإقراء بدمشق وإمام جامعها أبا العباس أحمد شهاب الدين الرملي ثم الدمشقي الشافعي لما قدم الديار المصرية في آخر عمره أن ينظر أسماء المذكورين قبل أن أظفر بجماعة لبسوا في نظمه فأجاب إلى ذلك وسر بوقوفه على أسمائهم فقال :


بالمصطفى شبه بعض الناس فاحفظهم ولا تكن بالناسي     فاطمة الزهراء وابناها الحسن
ثم حسين وكلاهما حسن     وابن رسول الله إبراهيم
ونوفل بن الحارث العظيم     وابن ابنه انشر بالجميل ذكره
أبو محمد أمير البصرة     وجعفر وابناه عبد الله
وعونا اذكر لا تكن باللاهي [ ص: 118 ]     وابنا عقيل وهما محمد
ومسلم والسائب الممجد     ابن يزيد وهو جد الشافعي
إمامنا الأعظم نجل شافع     والحبر عبد الله ذا ابن عامر
ابن كريز العبشمي الفاخر     وكابس والده ربيعة
ابن عدي نسبة رفيعه     كذا علي بن علي بن نجاد
ابن رفاعة الرفاعي الجواد     اليشكري وعد بعد اليشكري
يحيى هو ابن القاسم بن جعفر     ابن محمد مولانا علي
ابن حسين بن علي الولي     وولد العباس وهو قثم
وابن معتب المسمى مسلم     والقاسم الثبت ابن عبد الله
بن محمد عظيم الجاه     فجده عقيل الكريم
كذا ابن عبد الله إبراهيم     وجده فالحسن بن الحسن
ابن علي يا له من محسن     والسيد المهدي الذي سيظهر
قبيل عيسى وبه يبشر     وابن أبي طلحة عبد الله
وذاك خولاني بلا اشتباه     وابن عوانة الشريف المغربي
أحمد لقب الشبيه بالنبي     قد جاء في تاسع قرن قد مضى
ووجهه على البدور قد أضا     وقد رأيته لطيف الذات
ممدحا بأحسن الصفات     وذكروا عثمان في التشبيه
بالمصطفى وليس بالوجيه     وأثر فيه أتى موضوع
مختلق في شبهه مصنوع     وهو جميل الذكر عالي الدرجه
وبابنتيه المصطفى قد زوجه     صلى عليه ربنا وسلما
والآل والصحب الكرام العظما

وقد تمم ما أفاد الناظم أقل تلامذة المؤلف- هو شيخنا الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محب الدين أحمد بن أحمد القيسي المالكي فسح الله تعالى في مدته آمين منبها على ما في النظم من مخالفة الأصل في تسمية أبي سفيان بن نوفل بنوفل فقال :


وعد في أشباهه الخليل     وآدم المعظم الجليل
صلى عليهما الإله دائما     مسلما ما لاح نجم في السم
[ ص: 119 ] كذاك عبد الله بن نوفل     كذا أبو سفيان أخوه المعتلي
وعده الناظم نوفلا بلا     شك مخالف لما قد نقلا
كذلك المهدي أيضا منتقد     لما مضى في الأصل وهو المعتمد
وعد في الأشباه أيضا ثابت     هو البناني وكذا قتادة
ابن دعامة كذاك القاسم     كذاك عبد الله أبوه العالم
وشافع ابن ذي الذكر الجميل     والفضل والتبجيل مولانا عقيل
وشافع جد الإمام الشافعي     لما مضى عن صاحب الشرائع
صلى عليه الرب ذو الجلال     كذا الصحاب جملة والآل

. [ ص: 120 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية