سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث والثمانون في إخباره صلى الله عليه وسلم بحال الولاة بعده

روى الطبراني عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في خطبته : «ألا إني أوشك أن أدعى فأجيب ، فيليكم عمال من بعدي يعملون بما تعملون ويعملون ما تعرفون ، وطاعة أولئك طاعة ، فتلبثون كذلك زمانا ، ثم فيليكم عمال من بعدهم يعملون بما لا تعملون ، ويعملون بما لا تعرفون فمن قادهم ، وناصحهم ، فأولئك قد هلكوا وأهلكوا خالطوهم بأجسادكم ، وذايلوهم بأعمالكم ، واشهدوا على المحسن أنه محسن وعلى المسيء أنه مسيء» .

وروى الطبراني عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كيف أنتم إذا جارت عليكم الولاة ؟ » .

وروى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ستكون بعدي أئمة يعطون الحكمة على منابرهم ، فإذا نزلوا نزعت منهم ، وأجسادهم شر من الجيف» .

وروى الطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم ، فإذا عصيتموهم قتلوكم ، وإن أطعتموهم أضلوكم» ، قالوا : يا رسول الله ، كيف نصنع ؟ قال : «كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب ، موت في طاعة ، خير من حياة في معصية الله» .

وروى الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمراء فقال : «يكون عليكم أمراء إن أطعتموهم أدخلوكم النار ، وإن عصيتموهم قتلوكم» ، فقال رجل منهم : يا رسول الله ، سمهم لنا ، لعلنا نحثوا في وجوههم التراب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لعلهم يحثون في وجهك ويفقئون عينيك» .

وروى الطبراني برجال ثقات إلا مطر بن العلاء الرملي فيحرر رجاله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثون نبوة ، وثلاثون ملكا وجبروتا وما وراء ذلك لا خير فيه» .

وروى الطبراني عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنها ستكون عليكم أمراء من بعدي يعظون بالحكمة على منابر ، فإذا نزلوا اختلست منهم ، وقلوبهم أنتن من الجيف» .

وروى الإمام أحمد برجال ثقات عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلون» . [ ص: 138 ]

وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين ، وإذا وضع السيف في أمتي لا يرفع عنهم إلى يوم القيامة» .

وروى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ، ووزراء فسقة ، وقضاة خونة ، وفقهاء كذبة ، فمن أدرك ذلك الزمان فلا يكونن لهم جابيا ، ولا عريفا ولا شرطيا» .

وروى البزار برجال الصحيح إلا حبيب بن عمران الكلاعي فيحرر رجاله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة ووزراء فجرة ، وأمناء خونة ، وقراء فسقة ، سمتهم سمت الرهبان وليس لهم رغبة ، أو قال : رعية أو قال رعة فيلبسهم الله فتنة غبراء مظلمة يتهوكون فيها تهوك اليهود في الظلم» .

وروى الطبراني برجال الصحيح خلا مؤمل بن إهاب وهو ثقة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يكون عليكم أمراء هم شر من المجوس» .

وروى الإمام أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يكون في هذه الأمة في آخر الزمان» ، أو قال : «يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم سياط كأذناب البقر ، يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه» .

وروى البزار برجال الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إن طالت بك حياة يوشك أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنة الله ، بأيديهم مثل أذناب البقر .

وروى أبو يعلى عن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيكون أمراء لا يرد عليهم قولهم يتهافتون» ، وفي لفظ : «يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة ، يتبع بعضهم بعضا» .

وروى أبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ليأتين على الناس زمان يكون عليهم أمراء سفهاء ، يقدمون شرار الناس ، ويظهرون بخيارهم ، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فمن أدرك ذلك منكم ، فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا» .

وروى أحمد بن منيع برجال ثقات وابن أبي شيبة ، وأبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله [ ص: 139 ] عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تعوذوا بالله من رأس السبعين ، ومن إمارة الصبيان [وقال : لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع]» .

وروى الإمام أحمد وابن حبان وأبو يعلى والطبراني في الكبير والضياء عن عبد الله بن خباب عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «اسمعوا ، إنه سيكون عليكم أمراء ، فلا تعينوهم على ظلمهم ، ولا تصدقوهم بكذبهم ، فإنه من أعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم ، فلن يرد علي الحوض» .

وروى الترمذي وقال : صحيح غريب وابن حبان والنسائي عن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «اسمعوا ، هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، وليس بوارد علي الحوض ، ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم ، فهو مني وأنا منه ، وهو وارد علي الحوض» .

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تذهب الليالي والأيام حتى يملك رجل يقال له الجهجاه» .

وروى الإمام أحمد وأبو يعلى والضياء عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ولا تنبت الأرض شيئا» .

التالي السابق


الخدمات العلمية