سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثامن في إخباره صلى الله عليه وسلم بقتل عثمان رضي الله تعالى عنه

روى الترمذي وقال : حسن عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان :

«لعل الله أن يقمصك قميصا ، فإن أرادوك على خلعه ، فلا تخلعه»
.

وروى الترمذي وقال : حسن غريب عن كليب بن وائل عن ابن عمر قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة ، فقال : «يقتل فيها هذا مظلوما ، وأشار لعثمان» .

وروى الترمذي وقال : حسن صحيح عن أبي سهلة مولى عثمان رضي الله عنه قال : قال عثمان رضي الله عنه يوم الدار : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا ، فأنا صابر عليه .

وروى مسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم من آطام المدينة ، ثم قال : «هل ترون ما أرى ، إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر .

فوقعت فتنة ، قتلت عثمان رضي الله عنه وتتابعت الفتن إلى فتنة الحرة ، وكانت لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين من الهجرة وجرت فيها وقائع كثيرة موجودة في كتب التواريخ .

وروى الإمام أحمد بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فمر رجل فقال : «يقتل فيها هذا يومئذ ظلما» قال : فنظرت فإذا هو عثمان رضي الله عنه وقال عليه الصلاة والسلام لأبي موسى ، وهو قاعد على قف بئر أريس لما طرق عثمان رضي الله عنه الباب : «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه» ، إشارة إلى ما يقع من استشهاده يوم الدار ، فاستشهد وبين يديه المصحف ، فنضح الدم على هذه الآية :

فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم [البقرة 137] .

وروى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يا عثمان ، تقتل [ ص: 148 ]

وأنت تقرأ سورة البقرة فتقطر قطرة من دمك على فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم


[البقرة 137] قال الحافظ الذهبي رضي الله عنه : إنه حديث موضوع .

وروى ابن منيع عن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان قالت : لما حوصر عثمان ظل يومه صائما ، فلما كان عند الإفطار سألهم الماء العذب ، فقالوا : دونك هذا الركي وإذا ركي يلقى فيها النتن فبات تلك الليلة على حاله ، لم يطعم ، فلما كان من السحر ، أتيت جارات لنا ، على أجاجير (يعني أسطحة متواصلة ) فسألتهم الماء العذب ، فجئته بكوز من ماء ، فلما نزلت إذا هو نائم ، في أسفل الدرجة ، يغط ، فأيقظته فقلت : هذا ماء عذب قد أتيتك به ، فرفع رأسه ، فنظر إلى الفجر ، فقال : أنا صائم أصبحت صائما ، فقلت ومن أين ولم أر أحدا أتاك بطعام ولا شراب ، قال : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علي من هذا السقف ومعه دلو من ماء فقال : «اشرب يا عثمان» ، فشربت حتى رويت ثم قال : «ازدد» ، فشربت حتى تملأت ، فقال : «إن القوم سيبكرون عليك ، فإن تركتهم أفطرت عندنا»

قالت : فدخلوا عليه من يومه فقتلوه
رضي الله عنه قال ابن لهيعة : كان عبد الرحمن بن أبي بكر صار بأهل مصر إلى عثمان فقتله ، فعرفنا بعد ذلك بعام أو عامين .

وأخرج أبو نعيم عن عدي بن حاتم قال : سمعت صوتا يوم قتل عثمان : «أبشر يا ابن عفان بروح وريحان .

التالي السابق


الخدمات العلمية