سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السابع والثلاثون في إخباره صلى الله عليه وسلم بخروج الدجال وفيه أنواع

الأول : في كثرة المطر وقلة النبات قبله وتحذيره صلى الله عليه وسلم منه .

روى أبو يعلى والبزار برجال ثقات عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يكون أمام الدجال سنون خوادع ، يكثر فيها المطر ، ويقل فيها النبات ويكذب فيها الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويؤمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويضة» ، قيل : يا رسول الله ، وما الرويضة ؟ قال : «من لا يؤبه له» .

وروى الطيالسي وابن أبي شيبة ، والحميدي والإمام أحمد والحارث وأبو يعلى عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا كان قبل خروج الدجال بثلاث سنين حبست السماء ثلث قطرها ، وحبست الأرض ثلث نباتها ، فإذا كانت الثانية حبست السماء ثلثي قطرها ، وحبست الأرض ثلثي نباتها ، فإذا كانت السنة الثالثة حبست السماء قطرها كله ، وحبست الأرض نباتها كله ، فلا يبقى ذو خف ولا ظلف إلا هلك» . .

الحديث .

وفيه :

قالوا : يا رسول الله ، ما يجزئ المؤمنين يومئذ ؟ قال : «يجزئ المؤمنين ما يجزئ الملائكة من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد» . ثم قال : «لا تبكوا ، فإن يخرج الدجال ، وأنا فيكم فأنا حجيجه ، وإن يخرج بعدي ، فالله خليفتي على كل مسلم» .

وروى الإمام أحمد برجال ثقات وأبو يعلى عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهدا شديدا يكون بين يدي الدجال ، فقلت : يا رسول الله ، ما يجزئ المؤمن يومئذ من الطعام ؟ قال : «التسبيح والتهليل» قلت : فأي المال يومئذ خير ؟ قال : «غلام شديد يسقي أهله من الماء ، أما الطعام فلا طعام» . [ ص: 174 ]

الثاني : فيما يقوله من رأى الدجال .

روى أحمد بن منيع برجال ثقات والإمام أحمد والحاكم عن أبي قلابة عن هشام بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك ، وإنه سيقول : أنا ربكم ، فمن قال : أنت ربي افتتن ، ومن قال : كذبت ، ربي الله وعليه توكلت وإليه أنيب ، فلا يضره . أو قال : ولا فتنة عليه» .

التالي السابق


الخدمات العلمية