سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني والأربعون في إخباره صلى الله عليه وسلم بطلوع الشمس والقمر من المغرب

وروى الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تغيب الشمس تحت العرش فيؤذن لها فترجع ، فإذا كانت تلك الليلة تطلع صبحتها من المغرب لم يؤذن لها» .

وروى الطبراني في الكبير والبغوي والخطيب وابن النجار عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أول الآيات طلوع الشمس من مغربها» .

وروى الطبراني في الكبير والحاكم وابن مردويه عن واثلة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، والدجال والدخان ، ونزول عيسى عليه السلام ، فيأجوج ومأجوج ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل» .

وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا ، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ، ولتقومن الساعة ، وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها» .

وروى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ إن هذه تجري إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فتخر ساجدة ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك . [ ص: 193 ]

فتصبح طالعة من مغربها ، أتدرون متى ذاك ؟ حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا»
.

وروى الطبراني في الكبير عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا ينادي : إلهي ، مرني أن أسجد لمن شئت ، قال : فتجتمع إليه زبانيته ، فيقولون : يا سيدهم ، ما هذا التضرع ؟ فيقول : أنا سألت ربي عز وجل أن ينظرني إلى يوم الوقت المعلوم ، وهذا الوقت المعلوم ، ثم تخرج دابة الأرض من صدع في الصفا ، أول خطوة تضعها في أنطاكية فتأتي إبليس فتلطمه» .

التالي السابق


الخدمات العلمية