سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث والأربعون في إخباره صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع في هذه الأمة مسخ وخسف وقذف وإرسال صواعق وشياطين وغير ذلك مما ذكر . وفيه أنواع :

الأول : في المسخ .

روى مسدد عن عطاء قال لي عبادة بن الصامت رضي الله عنه : يا عطاء ، كيف تصنعون إذا فرت منكم علماؤكم وقراؤكم وكانوا في رؤوس الجبال مع الوحوش ؟ قلت : ولم ذاك أصلحك الله ؟ قال : خشيت أن تقتلوهم وكتاب الله بين أظهرنا ، قال : ثكلتك أمك يا عطاء ، أو لم يؤت التوراة اليهود فتركوها ، وضلوا عنها ؟ ! أو لم يؤت النصارى الإنجيل ؟ . . . ] الحديث .

وروى مسدد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يمسخ قوم من أمتي آخر الزمان قردة وخنازير» ، قالوا : يا رسول الله ، أمسلمون هم ؟ قال : «نعم ، يشهدون أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، ويصومون ويصلون» ، قالوا : فما بالهم يا رسول الله ؟ قال : «اتخذوا المعازف والقينات والدفوف ، وشربوا الأشربة ، فباتوا على شرابهم ولهوهم ، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير» ، ورواه ابن حبان بلفظ : لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف .

وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد وأبو يعلى برجال ثقات عن صحار بن صخر العبري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل ، فيقال : من بقي من بني فلان ؟ فعرفت حين قال قبائل أنها العرب؛ لأن العجم تنسب إلى قراها» .

وروى الإمام أحمد عن فرقد السبخي رحمه الله تعالى قال : حدثني حبيب أبو حبيب الشامي عن أبي عطاء عن عبادة بن الصامت ، وحدثني شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم ، وحدثني عاصم بن عمر البجلي ، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدثني سعيد بن المسيب . [ ص: 194 ]

أو حدثت عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو ، فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم الحرام واتخاذهم القينات ، وشربهم الخمر ، وبأكلهم الربا ، ولبسهم الحرير» .

الثاني في الخسف :

روى الحميدي برجال ثقات عن بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا فقد أظلت الساعة» .

وروى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق ، وعامة من تبعه من كلب ، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، ويقتل الصبيان ، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة ، فيبلغ السفياني ، فيبعث إليه جندا من جنده ، فيهزمهم بنفسه ، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صاروا ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم» .

وروى نعيم بن حماد في الفتن عن قتادة مرسلا ، والإمام أحمد والنسائي عن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يبعث الله إلى مكة جندا من الشام ، فإذا كانوا ببيداء الأرض خسف بأولهم وآخرهم ، وفي لفظ الطبراني : يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فيرجع من كان أمامهم ، لينظر ما فعل القوم ، فيصيبهم ما أصابهم» ، قيل : فكيف بمن كان مستكرها ؟ قال : «يصيبهم كلهم ذلك ، ثم يبعث الله كل امرئ منهم على نيته» ، وفي لفظ : «يبعث جند إلى هذا الحرم ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم ، وما ينجو أوسطهم» ، قيل : أرأيت إن كان فيهم مؤمنون ؟ قال : «يكون لهم فتوراء» .

وروى أبو داود والطيالسي وعبد الله بن الإمام أحمد وسمويه والخرائطي في مساوئ الأخلاق وابن ماجه والحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي أمامة والطبراني في الكبير عن سعيد بن المسيب مرسلا وعبد الله بن الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب ، فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير ، وليصيبنهم خسف ومسخ وقذف ، حتى يصبح الناس فيقولون قد خسف الليلة ببني فلان ، وخسف الليلة بدار فلان خواص ، وليرسلن عليهم حاصبا من السماء كما أرسلت على قوم لوط ، وعلى قبائل فيها وعلى دور فيها ، وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها ، وعلى دور فيها ، بشربهم الخمر ولبسهم الحرير ، واتخاذهم القينات ، وأكلهم الربا ، وقطيعتهم الرحم»

وروى ابن أبي شيبة والطبراني في الكبير والحاكم عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يبايع الرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر [ ص: 195 ] فيأتيه عصب العراق ، وأبدال الشام ، فيأتيهم جيش من الشام ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب ، فيهزمهم الله ، فكان يقال : الخائب من خاب من غنيمة كلب» .

وروى الحاكم والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا تنتهي البعوث عن غزو بيت الله حتى يخسف بجيش منهم» .

وروى ابن ماجه عن صفية رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزوه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم» ، قلت : يا رسول الله ، أرأيت المكره ؟ قال : «يبعثهم الله على ما في أنفسهم» .

وروى نعيم بن حماد عن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يخسف برجل كثير المال والولد» .

وروى الإمام أحمد والبغوي وابن قانع والطبراني في الكبير والحاكم والضياء عن عبد الرحمن بن صحار بن صخر العبدي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل ، حتى يقال من بقي من بني فلان» .

وروى ابن النجار عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا بد من مسخ وخسف ورجف» ، قالوا : يا رسول الله ، في هذه الأمة ؟ قال : «نعم ، إذا اتخذوا القيان ، واستحلوا الزنا ، وأكلوا الربا ، واستحلوا الصيد في الحرم ، ولبس الحرير ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء» .

وروى عبد الله بن الإمام أحمد في روائد الزهد عن عبادة بن الصامت ، وعن عبد الرحمن بن غنم وعن أبي أمامة وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده ، ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو ، فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم الحرام واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير» .

وروى نعيم بن حماد في الفتن عن مالك الكندي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليكونن من هذه الأمة قوم قردة وقوم خنازير ، وليصبحن ، فيقال : خسف بدار بني فلان ، ودار بني فلان ، وبينما الرجلان يمشيان يخسف بأحدهما لشرب الخمور ولبس الحرير ، والضرب بالمعازف الزمارة» .

وروى ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ ، وذلك إذا شربوا الخمور ، واتخذوا القينات ، وضربوا بالمعازف» . [ ص: 196 ]

وروى البخاري وأبو داود وابن حبان والنسائي والطبراني في الكبير والبيهقي عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرام والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام على جنب علم تروح عليهم سارحتهم فيأتيهم آت لحاجته ، فيقولون له : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله ويقع العلم عليهم ، ويمسخ منهم آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» .

وروى الترمذي وقال : غريب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا اتخذ الفيء دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه ، وأدنى صديقه وأقصى أباه ، وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وظهرت القينات والمعازف وشرب الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء ، وزلزلة ، وخسفا ومسخا وقذفا ، وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه ، فتتابع» .

وروى الديلمي عن أنس رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال ، فبشرهم بريح حمراء تخرج من قبل المشرق فيمسخ بعضهم ، ويخسف ببعض؛ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون» .

الثالث في كثرة الصواعق :

روى ابن أبي شيبة والإمام أحمد والحارث عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل ، فيقول : من صعق تلكم الغداة ؟ فيقولون : فلان وفلان» .

الرابع في أحاديث تجمع الأنواع الثلاثة :

روى عبد بن حميد وابن ماجه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف» قيل : فمتى ذلك يا رسول الله ؟

قال : «إذا ظهرت القينات والمعازف ، واستحلت الخمور»
.

وروى أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ ورجف وقذف» .

الخامس في الممسوخ لا نسل له :

روى أبو يعلى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من مسخ ، أيكون له نسل ؟ قال : «ما مسخ أحد قط فكان له نسل ولا عقب» . [ ص: 197 ]

وروى أبو يعلى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير هل هي من نسل اليهود ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لم يلعن قوما فمسخهم ، فكان لهم نسل ، حتى يهلكهم ، ولكن هذا خلق كان ، فلما غضب الله تعالى على اليهود مسخهم فكانوا مثلهم» .

التالي السابق


الخدمات العلمية