سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني فيما رآه عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه

روى البخاري عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : رأيت كأني في روضة ، وسط الروضة عمود ، في أعلى العمود عروة ، فقيل لي : ارقه ، قلت : لا أستطيع ، فأتاني وصيف فرفع ثيابي فرقيت فاستمسكت بالعروة ، فانتبهت ، وأنا مستمسك بها فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «تلك الروضة روضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة العروة الوثقى لا تزال متمسكا بالإسلام حتى تموت» .

وروى ابن سعد عنه قال : رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا ، رأيت كأن رجلا [ ص: 232 ]

أتاني ، فقال : انطلق ، فسلك بي في منهج عظيم ، فبينما أنا أمشي إذ عرض لي طريق عن شمالي فأردت أن أسلكها ، فقال : إنك لست من أهلها ثم عرضت لي طريق عن يميني ، فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل زلق ، فأخذ بيدي فزجل بي حتى أخذت بالعروة فقال لي :

استمسك بالعروة فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «رأيت خيرا ، أما المنهج العظيم فالحشر ، وأما الطريق التي عرضت عن شمالك فطريق أهل النار ، وأما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل الجنة ، وأما الجبل الزلق فمنزل الشهداء ، وأما العروة الوثقى التي استمسكت بها فالإسلام؛ فاستمسك بها حتى تموت»
.

التالي السابق


الخدمات العلمية