سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث في عصمته صلى الله عليه وسلم من العوراء بنت حرب بن أمية امرأة أبي لهب

روى أبو يعلى وابن حبان والحاكم ، وصححه ابن مردويه ، والبيهقي عن أسماء بنت أبي بكر ، وابن أبي شيبة والدارقطني وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما وابن مردويه عن أبي بكر رضي الله عنهم قالوا : لما نزلت : تبت يدا أبي لهب وتب أقبلت العوراء أم جميل ، ولها ولولة ، وفي يديها فهر ، وهي تقول : مذمما أبينا ، ودينه قلينا ، وأمره عصينا . والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر رضي الله عنه إلى جنبه ، فقال أبو بكر : لقد أقبلت هذه ، وأنا أخاف أن تراك ، فقال : «إنها لن تراني» ، وقرأ قرآنا فاعتصم به ، كما قال تعالى : وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا [الإسراء 45] فجاءت حتى أقامت على أبي بكر فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : أين الذي هجاني وهجا زوجي ؟ فقال : لا ورب هذا البيت ما هجاك ، فولت ، وهي تقول : قد علمت قريش أني بنت سيدها ، وفي لفظ : يا أبا بكر ، ما شأن صاحبك ينشد في الشعر ؟ ! بلغني أن صاحبك هجاني ، فقال أبو بكر : والله ما صاحبي بشاعر ولا هجاك ، فقالت : أليس قد قال : في جيدها حبل من مسد ، فما يدريه ما في جيدي ؟ ! قال النبي صلى الله عليه وسلم : «قل لها : هل ترين عندي أحدا ؟ فإنها لن تراني ، جعل الله بيني وبينها حجابا» ، فسألها أبو بكر ، فقالت : أتهزأ بي ؟ ! والله ما أرى عندك أحدا ، فانصرفت وهي تقول : قد علمت قريش أني بنت سيدها ، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله ، إنها لم ترك ، فقال : «حال بيني وبينها جبريل ، يسترني بجناحيه حتى ذهبت» .

تنبيه : في بيان غريب ما سبق :

الفهر : [ . . . . ] .

الجيد : [ . . . . ] . [ ص: 257 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية