سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثانية عشرة : وبالأذان .

الثالثة عشرة : وبالإقامة .

روى سعيد بن منصور عن أبي عمير عن أنس قال : أخبرني عمومة لي من الأنصار ، قالوا : اهتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة ، (كيف يجمع ) الناس ، فقيل له : انصب راية عند حضور الصلاة فلم يعجبه ذلك ، فذكر له القبع ، فلم يعجبه ذلك ، وقال : "هو من أمر اليهود" ، فذكر له الناقوس ، فلم يعجبه ذلك ، وقال : "هو من أمر النصارى" ، فانصرف عبد الله بن زيد وهو مهتم فأري الأذان والإقامة في منامه انتهى .

والقصة مشهورة في الصحاح وغيرها .

الرابعة عشرة : وبأن مفتاح الصلاة التكبير .

روى عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن أبان قال : لم يعط التكبير لأحد إلا هذه الأمة .

الخامسة عشرة : وبالتأمين .

السادسة عشرة : وبقول : اللهم ربنا لك الحمد .

السابعة عشرة : وبالصف في الصلاة كصفوف الملائكة .

الثامنة عشرة : وبتحية الإسلام ، وهي تحية الملائكة وأهل الجنة .

التاسعة عشرة : وباستقبال الكعبة . [ ص: 347 ]

العشرون : وبيوم الجمعة عيدا له ولأمته .

روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين ، فأكثروا من قول آمين" .

وروى البيهقي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لم تحسدنا اليهود بشيء حسدنا بثلاث : التسليم ، والتأمين ، واللهم ربنا لك الحمد" .

وروى ابن أبي شيبة والبيهقي عن حذيفة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "فضلت على الناس بثلاث ، . . . " الحديث وفيه "وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة" .

وروى الحارث بن أبي أسامة عن أنس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "أعطيت ثلاث خصال : أعطيت صلاة في الصفوف ، وأعطيت السلام ، وهو تحية أهل الجنة ، وأعطيت آمين ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم ، إلا أن يكون الله ، أعطاها هارون ، فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون" .

وروى الإمام أحمد والبيهقي عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "إنهم لا يحسدوننا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها ، وضلوا عنها ، وعلى القبلة التي هدانا الله لها ، وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام آمين" .

وروى مسلم عن حذيفة وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "أضل الله تعالى عن الجمعة من كان قبلنا ، فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد ، فجاء الله بنا ، فهدانا ليوم الجمعة ، فجعل الجمعة ، والسبت ، والأحد ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة ونحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق" .

فإن قلت : لم يبين كيفية صفوف الملائكة المشبه بها في هذا الحديث ؟ فالجواب : قد بين ذلك في حديث جابر بن سمرة الذي رواه مسلم وأبو داود ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ " قلنا : وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف المتقدمة ، ويتراصون في الصف" .

روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "أقيموا الصفوف ، فإنما تصفون كما تصف الملائكة ، وحاذوا المناكب ، وسدوا الخلل ، ولينوا في أيدي إخوانكم ، ولا تذروا فرجات للشيطان ، ومن وصل صفا وصله الله ، ومن قطع صفا قطعه الله" . [ ص: 348 ]

الحادية والعشرون : وبتحريم الكلام في الصلاة .

روى سعيد بن منصور عن محمد بن كعب القرظي ، قال : قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ، والناس يتكلمون في حوائجهم كما يتكلم أهل الكتاب في الصلاة في حوائجهم ، حتى نزلت هذه الآية : وقوموا لله قانتين [البقرة 238] .

وروى ابن جرير عن ابن عباس في الآية ، قال : كل أهل دين يقومون فيها أي يتكلمون ، فقوموا أنتم لله مطيعين .

الثانية والعشرون : وبالركوع ، فيما ذكره جماعة من المفسرين في قوله تعالى : واركعوا مع الراكعين [البقرة 43] أن مشروعية الركوع في الصلاة خاص بهذه الأمة ، وأنه لا ركوع في صلاة بني إسرائيل ، ولذا أمرهم بالركوع مع أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- .

قال الشيخ : وقد يستدل له بما أخرجه البزار [والطبراني في الأوسط] عن علي -رضي الله عنه- قال : أول صلاة ركعنا فيها صلاة العصر ، فقلت : يا رسول الله ، ما هذا ؟ فقال : "بهذا أمرت" . ووجه الاستدلال أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى قبل ذلك صلاة الظهر ، وصلى قبل فرض الصلوات الخمس قيام الليل ، وغير ذلك ، فتكون الصلاة السابقة بلا ركوع قرينة لخلو صلاة الأمم السابقة منه .

الثالثة والعشرون : وبصلاة الجماعة .

قال العلامة ابن فرشته في "شرح المجمع" في قوله -صلى الله عليه وسلم- : "من صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا فهو منا" : أراد بقوله : "صلاتنا" صلاة الجماعة ، لأن الصلاة منفردا موجودة فيمن كان قبلنا ، وجزم بذلك قبله من أئمة الشافعية أبو سعيد في "الشرف" وابن سراقة في "الأعداد" .

قلت : ذكر ابن دريد أن أول من جمع سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين خرج من الغار في الصبح ، ولم تكن قبل جماعة ، إنما كانوا يصلون فرادى ، نقله في الزهد .

الرابعة والعشرون : وبساعة الإجابة .

الخامسة والعشرون : وبصلاة الجمعة .

السادسة والعشرون : وبصلاة الليل .

السابعة والعشرون : وبصلاة العيدين .

الثامنة والعشرون : وبصلاة الكسوفين .

التاسعة والعشرون : وبصلاة الاستسقاء .

الثلاثون : وبصلاة الوتر ، ذكر الستة ابن سراقة في الأعداد وأبو سعيد في الشرف . [ ص: 349 ]

روى الحاكم وصححه عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "أمرت بعيد الأضحى ، جعله الله لهذه الأمة" .

الحادية والثلاثون : وبقصر الصلاة في السفر .

الثانية والثلاثون : وبالجمع بين الصلاتين في السفر ، وفي المطر ، وفي المرض في أحد القولين ، واختاره الخطابي والنووي والشيخ وبه أفتى السبكي والذهبي .

الثالثة والثلاثون : وبصلاة الخوف ، فلم تشرع لأحد من الأمم قبلنا .

الرابعة والثلاثون : وبصلاة شدة الخوف عند التحام القتال ، وحيثما توجه .

الخامسة والثلاثون : وبشهر رمضان ، ذكره القونوي في شرح التعرف .

السادسة والثلاثون : وبإباحة الأكل والشرب والجماع ليلا إلى الفجر ، وكان محرما على من قبلنا بعد النوم ، وكذا كان في صدر الإسلام ، ثم نسخ .

قلت : أما اختصاص رمضان بهذه الأمة فنقله الحافظ عن الجمهور وقالوا في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم [البقرة 183] إن المراد بالتشبيه مطلق الصيام دون وقته وقدره ، ورواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن معاذ ، وابن مسعود ، وغيرهما من الصحابة والتابعين .

وروى ابن جرير عن عطاء في الآية قال : كتب عليهم ثلاثة أيام من كل شهر ، وكان هذا صيام الناس قبل ذلك ، ثم فرض الله شهر رمضان .

وقال الحسن والشعبي وغيرهما : إن التشبيه على الحقيقة ، فيكون صيام رمضان قد كتب على من قبلنا ، واستدل ذلك بما رواه ابن أبي حاتم ، عن ابن عمر مرفوعا "صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم" إسناده ضعيف ، وله شاهد ، أخرجه الترمذي ، عن دعقل النسابة ، وهو من المخضرمين ، ولم يثبت له صحبة .

وروى ابن جرير ، عن السدي في الآية ، قال : الذين من قبلنا هم النصارى ، كتب عليهم رمضان وكتب عليهم ألا يأكلوا ولا يشربوا بعد اليوم ولا ينكحوا النساء شهر رمضان ، فاشتد على النصارى صيام رمضان فاجتمعوا ، فجعلوا صياما في الفصل بين الشتاء والصيف ، وقالوا : نزيد عشرين يوما نكفر بها ما صنعنا ، فلم يزل المسلمون يصنعون كما تصنع النصارى ، حتى كان من أمر أبي قيس بن صرمة وعمر بن الخطاب ما كان ، فأحل الله تعالى لهم الأكل والشرب والجماع إلى طلوع الفجر ، فقال تعالى : أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم [البقرة 187] إلى قوله تعالى : وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل [البقرة 187] . . [ ص: 350 ]

السابعة والثلاثون : وبأن الشياطين تصفد فيه .

الثامنة والثلاثون : وبأن الجنة تزين فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية