سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
العشرون : ومع كل ألف سبعون ألفا ، ومع كل واحد سبعون ألفا .

قال سلطان العلماء شيخ الإسلام الشيخ عز الدين بن عبد السلام-رحمه الله تعالى- : لم يثبت ذلك لغير النبي -صلى الله عليه وسلم- .

روى الشيخان عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فقال : "عرضت علي الأمم ، يمر على النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان والنبي ليس معه أحد والنبي معه الرهط فرأيت سوادا كثيرا فرجوت أن يكون أمتي فقيل لي : هذا موسى وقومه ، ثم قيل لي : انظر ، فرأيت سوادا كثيرا قد سد الأفق فقيل لي : هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب" .

وروى الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وأبو يعلى وابن حبان والحاكم بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "رأيت الأمم بالموسم ، فرأيت أمتي قد ملئوا السهل والجبل ، وأعجبني كثرتهم وهيبتهم ، فقيل لي : رضيت ؟ قلت : نعم قال : ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب ، فلا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون ، وعلى ربهم يتوكلون" .

وروى ابن أبي شيبة برجال ثقات ، والإمام أحمد عن عبد الرحمن بن أبي بكر- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ "ألم تنزيل" السجدة ، فأطال السجود ثم رفع ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، أطلت السجود ، قال : سجدت شكرا لربي فيما أعطاني في أمتي ، سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، أمتك أكثر وأطيب ، فاستكثرتهم حتى قال مرتين أو ثلاثا ، فقال عمر : يا رسول الله ، قد استوعبت أمتك .

ولفظ أحمد فقال عمر : هلا استزدته ؟ فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا ، قال عمر : فهلا استزدته قال : قد استزدته فأعطاني هكذا ، وفرج عبد الرحمن بن أبي بكر بين يديه . . الحديث .

وروى الشيخان عن سهل بن سعد- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف متماسكين ، أخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة ، ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر" .

وروى الإمام أحمد عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ ص: 393 ]

يقول : "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب ، مع كل ألف سبعون ألفا" .

وروى الترمذي وحسنه وأبو يعلى عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن الله-عز وجل- يدخل من أمتي يوم القيامة سبعين ألفا بغير حساب ، مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثيات ربي" .

روى الإمام أحمد وابن حبان بلفظ "إن الله-عز وجل- وعدني أن يدخل من أمتي يوم القيامة سبعين ألفا بغير حساب

فقال يزيد بن الأخنس السلمي : والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذبان

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إن ربي وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا ، مع كل ألف سبعين ألفا- مرتين وزادني ثلاث حثيات" .

وروى الطبراني نحوه عن عمرو بن حزم الأنصاري- رضي الله تعالى عنه- وفيه مع كل واحد من السبعين ألفا سبعون ألفا .

وروى الطبراني في الكبير ، والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن عامر بن عمير- رضي الله تعالى عنه- قال : لبث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ثلاثا لا يخرج إلا إلى صلاة مكتوبة" الحديث وفيه : فأعطاني ربي سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، مع كل واحد من السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، فقلت : إن أمتي لا تبلغ هذا أو تكمل هذا فقال : أكملهم لك من الأعراب .

وروى أبو يعلى مرسلا عن سعيد بن عامر اللخمي قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ، يجيء فقراء المسلمين ، يوم القيامة يزفون كزف الحمام فيقال لهم : قفوا للحساب فيقولون : والله ما تركنا شيئا فتحاسبونا عليه ، فيقول الله تعالى : صدق عبادي ، أدخلوهم الجنة بغير حساب .

روى عمر بن شبة في أخبار المدينة ، عن كعب-رحمه الله تعالى- قال : "نجد مكتوبا في الكتاب أن مقبرة بالمدينة على حافة سبيل يحشر منها سبعون ألفا ليس عليهم حساب" .

وروى الطيالسي والإمام أحمد وأبو يعلى عن أبي بكر- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، وقلوبهم على قلب رجل واحد ، فاستزدته ، فزادني مع كل واحد سبعين ألفا" .

وروى أبو يعلى برجال ثقات عن أنس- رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا" ، قالوا : زدنا يا رسول الله ، قال : "لكل رجل سبعون ألفا" ، قالوا : زدنا يا رسول الله وكان على كثيب فحثا بيده فقالوا : زدنا يا رسول الله ، قال : "هذا" وحثا بيده . [ ص: 394 ]

قالوا : يا نبي الله ، أبعد الله من دخل النار بعد هذا .


روى الطبراني في الكبير ، والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن عامر بن عمير- رضي الله تعالى عنه- قال : لقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثا لا يخرج إلا إلى صلاة مكتوبة الحديث . وفيه : "فأعطاني ربي سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب مع كل واحد من السبعين سبعون ألفا ، فقلت : إن أمتي لا تبلغ هذا ، قال : أكملهم من الأعراب" .

الحادية والعشرون : وبأن أطفالهم كلهم في الجنة وليس لسائر الأمم . في أحد الاحتمالين للسبكي .

قلت : ورجح النووي في شرح مسلم أنهم في الجنة .

الثانية والعشرون : وبأن أهل الجنة مائة وعشرون صفا وهذه الأمة منها ثمانون ، وسائر الأمم أربعون .

روى مسدد وابن أبي شيبة والإمام أحمد والطبراني برجال ثقات ، عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "كيف أنتم وربع أهل الجنة لكم ربعها ولسائر الناس ثلاثة أرباعها ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فكيف أنتم وثلثها ؟ قالوا : فذاك أكثر ، فقال : كيف أنتم والشطر ؟ قالوا : فذاك كثير ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومائة صف ، أنتم منها ثمانون صفا" ورواه البخاري مختصرا .

الثالثة والعشرون : وبأن لله- تبارك وتعالى- يتجلى لهم فيرونه ويسجدون له بإجماع أهل السنة ، كما في أحاديث الشفاعة .

وفي الأمم السالفة احتمالا لسيدي الشيخ عبد الله بن أبي جمرة .

الرابعة والعشرون : وبأن كل أمة بعضها في الجنة وبعضها في النار إلا هذه الأمة ، فإنها كلها في الجنة ، رواه القاضي أبو الحسين بن المهتدي بالله في فوائده من حديث ابن عمر مرفوعا .

الخامسة والعشرون : وبأن ولد الزنا منهم لا يدخل الجنة إلى خمسة آباء ، ومن غيرهم إلى سبعين . كما في مصنف عبد الرزاق عن الربعي أنه قرأه في بعض الكتب .

السادسة والعشرون : وبأنهم يؤذن لهم في المحشر في السجود دون سائر الأمم .

روى ابن ماجه بسند فيه ضعف عن أبي موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة أذن لأمة محمد في السجود ، فيسجدون طويلا" ثم يقال : ارفعوا رءوسكم ، فقد جعلنا عدوكم فداءكم من النار" . [ ص: 395 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية