سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهان : الأول : روى البخاري عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا من أهل البادية جاء فقال يا محمد أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك . الحديث . فيحمل هذا على احتمال أنه كان قبل النهي عن ذلك .

الثاني : هل يجوز نداؤه -صلى الله عليه وسلم- بالكنية واللقب ؟ قال القاضي جلال الدين : ظاهر قول الشيخين يقتضي المنع بل نقول : يا نبي الله ، يا رسول الله ، من النداء بالكنية واللقب ولكنه محل نظر ، وتقدم في الكلام على كناه من باب الأسماء ما يقتضي أنه كان يجوز النداء بالكنية ، لأنه لو كان حراما لما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي" .

وروى الشيخان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوما يمشي بالبقيع فسمع رجلا يقول يا أبا القاسم ، فرد رأسه إليه فقال الرجل : يا رسول الله لم أدعك إنما دعوت فلانا ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي" .

فأفهم هذا جواز النداء بالكنية لأنه نهى عن التكني بها لئلا يحصل الالتفات منه -صلى الله عليه وسلم- والمراد غيره ، وأما الاسم وإن كان النداء لغيره -صلى الله عليه وسلم- ممكنا ، إلا أن الالتفات منه -صلى الله عليه وسلم- لا يحصل ، لأنه محرم على العباد النداء بالاسم .

التالي السابق


الخدمات العلمية