سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثلاثون : بأنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا ينزل عليه الذباب . ذكره السبتي في مولده وابن سبع رضي الله عنه .

الحادية والثلاثون : وبأن القمل لم يكن يؤذيه تعظيما له ذكره ابن سبع وقد يشكل على ذلك ما رواه الإمام أحمد وصححه ابن حبان عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته . الحديث . ولازم ذلك التفالي وجود شيء يؤذيه في الجملة إما قملا أو برغوثا ونحو ذلك .

قال الحضري ويحتمل أن يكون التفلي لاستقذار وجوده ولو لم يحصل منه أذى في حقه -صلى الله عليه وسلم- لأن وجوده في الثوب والبدن مستقذر .

الثانية والثلاثون : وبأنه كان يرى في الثريا أحد عشر نجما ذكره القاضي والقرطبي وذكر السهيلي أنه كان يرى اثنا عشر نجما وقد تقدم ذلك في أوائل الكتاب .

الثالثة والثلاثون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- ولد مختونا وقد تقدم بيان ذلك في أبواب المولد ، وفي [ ص: 472 ]

إدخال هذه الخصائص نظر فقد تقدم أن جماعة من الأنبياء ولدوا كذلك وجماعة من هذه الأمة حتى في عصرنا أخبر بعضهم بأنه ولد مختونا .

الرابعة والثلاثون : وبأنه يدعى له بلفظ الصلاة فلا يقال- رحمه الله- لدلالة لفظ الصلاة على معنى التعظيم ولا يشعر به لفظ الترحم .

قال أبو عمرو : ولا يجوز لأحد إذا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول- رحمه الله- ، لأنه قال "من صلى علي" ولم يقل من ترحم علي ولا من دعا لي وإن كان معنى الصلاة الرحمة ولكنه خص بهذا اللفظ تعظيما له فلا يعدل عنه إلى غيره ، ويؤيده قوله تعالى : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا [النور - 63] . قال الحافظ : وهو بحث حسن وقد ذكر نحو ذلك القاضي أبو بكر بن العربي من المالكية والصيدلاني من الشافعية .

قال شيخنا في شرح السنن : ولا يرد عليه بما كان يقوله -صلى الله عليه وسلم- بين السجدتين "اللهم اغفر لي وارحمني"

لأن هذا سبق للتشريع ، وتعليم الأمة كيف يقولون في هذا المحكي من الصلاة مع ما فيه من تواضعه -صلى الله عليه وسلم- لربه وأما نحن فلا ندعو له إلا بلفظ الصلاة التي أمرنا أن ندعو له بها لما فيها من التفخيم والتعظيم اللائق بمنصبه الشريف -صلى الله عليه وسلم- وذكر أنه ألف في المسألة جزءا لم أره ، وقال أبو القاسم الأنصاري شارح "الإرشاد" يجوز ذلك مضافا للصلاة ولا يجوز مفردا ، وفي "الذخيرة البرهانية" من كتب الحنفية عن محمد يكره ذلك لإيهامه النقص ، لأن الرحمة إنما تكون لفعل ما يلام عليه قلت : وما قاله الأنصاري هو الحق .

الخامسة والثلاثون : وبأن الله- سبحانه وتعالى- أعطى ملكا من الملائكة أسماع الخلائق قائما على قبره -صلى الله عليه وسلم- يبلغه صلاة أمته -صلى الله عليه وسلم- كما سيأتي بيان ذلك في باب الصلاة عليه ولم ينقل حصول ذلك لغيره -صلى الله عليه وسلم- انتهى .

السادسة والثلاثون : وبأن كل موضع صلى فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضبط موقفه فهو نص بيقين لا يجوز الاجتهاد فيه بتيامن ولا تياسر فيه بخلاف بقية المحاريب انتهى .

السابعة والثلاثون : وبأن الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- لا يتثاءبون كما رواه البخاري في تاريخه الكبير عن مسلمة بن عبد الملك .

التالي السابق


الخدمات العلمية