سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الحادي عشر في بعض ما ورد مختصا بالحسن رضي الله تعالى عنه

وفيه أنواع :

الأول : في مولده ، وقدر عمره ، ووفاته

ولد -رضي الله تعالى عنه- في منتصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة .

قال أبو عمر : هذا أصح ما قيل ، وقيل : في شعبان منها . قال الدولابي : لأربع سنين وستة أشهر من الهجرة .

وقيل : سنة أربع . وقيل : سنة خمس . قال في "الإصابة" : والأول أثبت .

وتوفي ليلة السبت لثمان خلون من المحرم سنة خمس وأربعين ، وهو أشبه بالصواب ، وقيل : في شهر ربيع الأول ، سنة تسع وأربعين ، وقيل : خمسين ، أو إحدى وخمسين ، وقيل : سنة ثمان وخمسين ، فليعلم من ذلك قدر عمره .

وأرضعته أم الفضل امرأة العباس مع ابنها قثم ، وسمته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، فمات ، وصلى عليه سعيد بن العاص ، ودفن بالبقيع ، ورجح جمع أنه مات ، وله سبع وأربعون سنة .

وروى أبو القاسم البغوي والدولابي ، عن قابوس بن المخارق قال : إن أم الفضل قالت : يا رسول الله ، أرأيت إن كان عضو من أعضائك في بيتي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيرا رأيته ، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم" ، (فولدت الحسن ، فأرضعته بلبن قثم) .

ورواه ابن ماجه بلفظ : "فولدت حسنا أو حسينا فأرضعته بلبن قثم ، فجئت به يوما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فوضعته في حجره صلى الله عليه وسلم ، قالت : فضربت كتفه فقال صلى الله عليه وسلم : "أوجعت ابني ، يرحمك الله" .

الثاني : في محبته صلى الله عليه وسلم ، والدعاء له ، ولمن أحبه ، وحمله إياه على عاتقه ، وأمره بمحبته رضي الله تعالى عنه

روى الإمام أحمد والشيخان وابن ماجه وابن حبان وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" عن سعيد بن زيد ، والطبراني في الكبير ، وابن عساكر عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم ، إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه" .

وروى الشيخان وابن حبان عن البراء -رضي الله تعالى عنه- قال : رأيت الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- على عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : "اللهم ، إني أحبه فأحبه" .

[ ص: 65 ] وروى البخاري عن أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما- قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذني والحسن ، ويقول : "اللهم ، إني أحبهما فأحبهما" أو كما قال .

وروى الترمذي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل الحسين بن علي على عاتقه ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نعم الراكب هو" .

وروى الإمام أحمد في "المناقب" عن زهير بن الأقمر -رجل من الأزد رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للحسن بن علي : "من أحبني فليحبه ، فليبلغ الشاهد الغائب ، ولولا عزمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثتكم" .

وروى الطيالسي عن البراء ، وابن عساكر عن علي -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أحبني فليحب هذا" يعني الحسن . انتهى .

(وروى الإمام أحمد والشيخان وابن ماجه وابن عدي في "الكامل" وأبو يعلى عن أبي هريرة ، والطبراني في "الكبير" عن سعيد بن زيد ، والطبراني في الكبير ، وابن عساكر عن عائشة -رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم إني أحب حسنا فأحبه وأحب من يحبه") .

التالي السابق


الخدمات العلمية