سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث : في قدوم جعفر -رضي الله تعالى عنه- على رسول الله صلى الله عليه وسلم

روى البغوي عن جابر -رضي الله تعالى عنه- والبغوي عن الشعبي قال : لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قدوم جعفر وفتح خيبر ، قال صلى الله عليه وسلم : "ما أدري أنا بأيهما أشد فرحا ، بقدوم جعفر أو بفتح خيبر ؟ " ثم التزمه وقبل ما بين عينيه .

وروى الطبراني والثلاثة -برجال ثقات- غير أنس بن مسلم -فيحرر حاله- عن أبي جحيفة -رضي الله تعالى عنه- قال : قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض [ ص: 107 ] الحبشة ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه ، وقال : "ما أدري أنا بقدوم جعفر أسر أم بفتح خيبر" .

وروى الطبراني مرسلا برجال الصحيح عن الشعبي -رحمه الله تعالى- قال : "لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر" قيل له : قدم جعفر بن أبي طالب من عند النجاشي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا أدري أنا بأيهما أشد فرحا بقدوم جعفر أو فتح خيبر" فأتاه ، ثم قبل ما بين عينيه .

وروى أبو يعلى برجال الصحيح غير مجالد عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال : لما قدم جعفر من الحبشة عانقه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وروى الطبراني وفي سنده علي بن عبد الله الرعيني -وهذا من مناكيره- عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال : لما قدم جعفر بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- من الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما نظر جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجل ، قال سفيان : حجل : مشى على رجل واحدة؛ إعظاما منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه ، وقال صلى الله عليه وسلم : "حدثني ببعض عجائب الحبشة" فقال : نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، بينا أنا سائر في بعض طرقاتها إذ بعجوز على رأسها مكتل ، فأقبل شاب يركض على فرس له ، فزحمها فألقاها بوجهها ، وألقى المكتل عن رأسها ، فاسترجعت قائمة ، واتبعت النظر وهي تقول : الويل لك غدا إذا جلس الملك على كرسيه ، فانتصر للمظلوم من الظالم ، قال جابر : فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن دموعه على لحيته مثل الجمان ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا قدس الله أمة لا يؤخذ للمظلوم من الظالم غير متعتع" .

التالي السابق


الخدمات العلمية