سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثامن : فيما جاء أنه يطير بجناحين مع الملائكة في الجنة

روى الطبراني برجال ثقات -غير عمر بن هارون ، ضعف ووثق- عن عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسماء بنت عميس ، فوضع عبد الله ومحمد بن جعفر على فخذه ، ثم قال : "إن جبريل أخبرني أن الله تعالى استشهد جعفرا ، وإن له جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة" ثم قال : "اللهم أخلف جعفرا في ولده" .

وروى الطبراني بإسنادين ، أحدهما حسن ، عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رأيت [ ص: 109 ] جعفر بن أبي طالب في الجنة ذا جناحين يطير منها حيث شاء ، مضرجة قوادمه بالدماء" .

وروى الطبراني بإسناد حسن عن عبد الله بن جعفر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : "هنيئا لك يا عبد الله بن جعفر ، أبوك يطير مع الملائكة في السماء" .

وروى الطبراني برجال ثقات غير سعدان بن الوليد -فيحرر حاله- عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام ، ثم قال : "يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل ، مروا علينا فرددت عليهم السلام ، وأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا" فأصبت في جسدي في مقاديمي ثلاثا وسبعين بين طعنة وضربة ، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت ، ثم أخذته بيدي اليسرى فقطعت ، فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة ، أنزل فيها حيث شئت ، وآكل من ثمارها ما شئت ، فقالت أسماء : هنيئا لجعفر ، ولكني أخاف أن لا يصدقني الناس ، فاصعد المنبر فأخبر الناس يا رسول الله ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل ، له جناحان من بدنه ، عوضه الله من يديه ، يطير بهما في الجنة حيث شاء ، فسلم علي وأخبرني كيف كان أمرهم حين لقي المشركين ، فاستبان للناس بعد ذلك أن جعفرا لقيهم ، فسمي جعفر الطيار .

وروى الطبراني في الصحيح عن سالم بن أبي الجعد -رحمه الله تعالى- قال : أراهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، فرأى جعفرا ذا جناحين بالدماء ، وزيدا مقابله على السرير .

وروى الدارقطني في "الأفراد" والحاكم وابن عساكر عن البراء -رضي الله تعالى عنه- قال : إن الله -عز وجل- جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم ، يطير بهما مع الملائكة .

وروى الدارقطني في غرائب مالك ، وضعف ، عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مر بي جعفر بن أبي طالب في ملأ من الملائكة فسلم علي" .

وروى ابن سعد عن عبد الله بن المختار - مرسلا- والحاكم عن عبد الله بن المختار ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مر بي جعفر بن أبي طالب الليلة في ملأ من الملائكة ، له جناحان مضرجان بالدماء ، أبيض القوادم" .

وروى النسائي عن جابر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "تبكيه أو لا تبكيه الملائكة تظله بأجنحتها" .

وروى أبو سهل بن زياد القطان في الرابع من "فوائده" والحاكم وابن عساكر عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فسلم علي وأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا ، قال : فأصبت في [ ص: 110 ] جسدي في مقادمي ثلاثا وسبعين من رمية وطعنة وضربة ، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت ، ثم أخذته بيدي اليسرى فقطعت ، فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل ، أنزل من الجنة حيث شئت ، وآكل من ثمارها حيث شئت" انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية