سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التاسع : في وفاته -رضي الله تعالى عنه- ودعائه صلى الله عليه وسلم لأهله

روى أبو القاسم البغوي وأبو عمر عن عبد الله بن الزبير قال : "حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة ، قال : شهدت مع جعفر بن أبي طالب وأصحابه -رضي الله تعالى عنهم- فرأيت جعفرا حين التحم القتال ، اقتحم على فرس له أشقر ، ثم عقره ، وقاتل القوم حتى قتل ، وكان أول من عقر في الإسلام" .

وروى البخاري وابن حبان عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن قتل زيد فجعفر ، وإن قتل فعبد الله بن رواحة" .

قال عبد الله : كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب ، فوجدناه في القتلى ، ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين طعنة ورمية .


استشهد هو وزيد في جمادى سنة ثمان من الهجرة .

وروى الواقدي وابن سعد وابن عساكر عن عبد الله بن جعفر ، وابن سعد عن عامر ، والطبراني في الكبير ، وابن عساكر عن ابن عباس ، وأبو داود الطيالسي وابن سعد والإمام أحمد والطبراني في الكبير ، والحاكم وابن عساكر عن عبد الله بن جعفر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم إن جعفرا قد قدم إلى أحسن الثواب ، فأخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته" وفي لفظ : "أخلف جعفرا في ولده" وفي لفظ : "وبارك لعبد الله في صفقة يمينه" ثلاث مرات .

وروى ابن إسحاق عن أسماء بنت عميس -رضي الله تعالى عنها- أن جعفرا وأصحابه قدموا من أرض الحبشة بعد فتح خيبر فقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر .

وروى الطيالسي والإمام أحمد وأبو داود والترمذي -وقال : حسن صحيح- وابن ماجه والطبراني في الكبير ، والحاكم والبيهقي والضياء ، عن عبد الله بن جعفر قال : لما جاء نعي جعفر -رضي الله تعالى عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اصنعوا لآل جعفر طعاما؛ فإنه قد أتاهم ما يشغلهم" .

وروى ابن ماجه عن أم عيسى الجزار ، عن أم عون ابنة جعفر ، عن جدتها أسماء بنت عميس -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم ، فاصنعوا لهم طعاما" .

وروى الطبراني برجال الصحيح -مرسلا- عن الشعبي -رحمه الله تعالى- قال : قتل [ ص: 111 ] جعفر -رضي الله تعالى عنه- يوم مؤتة بالبلقاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية